أكدت "حركة التقويم والتأصيل" المتمردة عن القيادة الحالية لحزب جبهة التحرير الوطني، مقاطعة منتسبيها لاجتماع الدورة المقبلة للجنة المركزية للحزب العتيد المرتقبة غدا الخميس، وبررت القرار بتفادي إعطاء الشرعية لهيأة فقدت مبررات شرعيها في تقديراتهم. * وقالت الحركة في بيان تلقت "الشروق" نسخة منه، إن القرار جاء استجابة لمطالب القواعد النضالية، ولتفادي إعطاء الشرعية لهيأة فقدتها، بسبب الخروقات القانونية التي طالت القانون الأساسي وقانون الأحزاب، منذ انعقاد المؤتمر التاسع للحزب. وحذر البيان مما وصفها "النزوات الشخصية التي قد تصدر عن الأمين العام"، واصفا إياها ب"السيناريوهات البهلوانية"، مشيرا إلى أن بلخادم قد يلجأ إلى تقديم الاستقالة أمام أعضاء اللجنة المركزية، "سعيا منه إلى تجديد الثقة المصطنعة"، وكذا من احتمال إقدامه على تغيير المكتب السياسي "لإرضاء الغاضبين" في إشارة إلى حركة التقويم والتأصيل. * ويأتي قرار منتسبي الحركة التقويمية بمقاطعة اجتماع اللجنة المركزية للأفلان، بعد إعلان اثنين من القادة التاريخيين للحزب مقاطعتهما لموعد غد الخميس، وهما عبد الرزاق بوحارة، ومحمد بوخالفة، وذلك على خلفية حالة الاحتقان التي تطبع يوميات الحزب العتيد. وأكد عبد الرزاق بوحارة ومحمد بوخالفة مقاطعتهما اجتماع اللجنة المركزية المقبل، بسبب الأزمة الداخلية، وشددا على ضرورة القيام بمبادرة سياسية من شأنها تحضير الأجواء الكفيلة بإنجاح الاجتماع المقبل، كبداية للخروج من الأزمة الراهنة. * وبرأي عضوي مجلس الأمة، فإن الظروف التي يمر بها الحزب العتيد، تجعل من النقاشات خلال اجتماع اللجنة المركزية، عقيمة كونها تدور حول الأشخاص وليس حول الأفكار، وهو ما يحول دون التوصل إلى نتائج من شأنها المساهمة في إيجاد حلول للمشاكل "الكبيرة" التي يعاني منها الأفلان. * وتأتي هذه التطورات لتؤكد توسع دائرة الناقمين على الوضع داخل حزب جبهة التحرير الوطني، بعد أن أصبحت القائمة تضم شخصيات معروفة بثقلها التاريخي والنضالي، مثل صالح قوجيل وعبد الكريم عبادة وعبد الرزاق بوكرزازة، إضافة إلى وزراء في الحكومة الحالية مثل محمود خذري والهادي خالدي.. * وتعليقا على الموقف، أكدت قيادة الحزب بزعامة بلخادم، أن أبواب اللجنة المركزية مفتوحة أمام أعضائها ال351 ، إلا من أقصى نفسه، لكنها رفضت التعاطي مع ما جاء في رسالة عبد الرزاق بوحارة ومحمد بوخالفة، لكونها جاءت خارج الأطر الشرعية التي يحددها القانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب. * وقال قاسة عيسي، عضو المكاتب السياسي والناطق الرسمي باسم العتيد، في اتصال مع الشروق، معلقا على الرسالة "نحن نوافق ما جاء فيها من حيث المبدأ، لكن نختلف معهم في كون المبادرة جاءت خارج الأطر النظامية للحزب، وفي ذلك خروج عن القانون الأساسي والنظام الداخلي".