قال الكاتب والإعلامي الموريتاني محمد محمود ولد محمد أحمد، إن الاحتجاجات والمظاهرات التي تعيشها عدة بلدان عربية، حركتها دوافع مشروعة وبريئة لشباب يأمل تحسين ظروفه، غير أن أطرافا سياسية تحاول الوقوف وراءها لاستغلالها وتوظيفها لخدمة أغراضها. * وذكر محمد محمود في لقاء مع الشروق: "المتابع لهذه الأحداث يقتنع بأن بعض المطالب التي رفعها الشباب تحركها دعاوى صادقة.. هم يطالبون بحقوق مشروعة مثل العمل والسكن والحرية.. لكن هذه الهبة تم استغلالها من طرف أشخاص ذوي مآرب سياسية". * ومما يزيد من شرعية المطالب، بحسب المتحدث، أن الانتفاضات التي حدثت لحد الآن، وقعت في دول معروفة بقمعها للحقوق الطبيعية والحريات السياسية، فلم يعد أمام المواطنين سوى الدفاع عن حقوقهم، وهي الوضعية التي لا يمكن إسقاطها على دول مثل الجزائر وموريتانيا ، اللتان تتمتعان، على حد تعبير الكاتب الموريتاني، بهامش معتبر من الانفتاح الإعلامي والسياسي، كما أن السجون في البلدين لم يعد بها أي سجين رأي، وهو ما دفعه إلى القول بأن البلدين في منآى عما عاشته تونس وتعيشه مصر هذه الأيام. * ونبه محمد محمود إلى الدور الذي لعبته الدول الغربية في "تأجيج" التظاهرات والاحتجاجات التي تعيشها مصر، مستدلا في هذا الصدد بالدور الذي قام به الغرب في تمكين المدونين المصريين من الأنترنيت بعد إيقافه من طرف السلطات المصرية سعيا منها لمنع الشباب من التواصل عبر الشبكات الاجتماعية مثل "الفايس بوك" و"التويتر". * ولاحظ المتحدث أن الكثير من الأحزاب اليسارية في أوربا وقفت إلى جانب المحتجين، وكذا تصريحات بعض زعماء الغرب، الذين حاولوا، كما قال، "اللعب على ورقة الديمقراطية وحقوق الإنسان، في حين أنهم لا يهمهم في واقع الأمر لا الديمقراطية ولا حقوق الإنسان، بقدر ما يهمهم ركوب الموجة أملا في تحقيق مصالحهم"، وأضاف "يجب ألا نغتر بهذه الظاهرة، مادام أن أطرافا أجنبية أعلنت وقوفها إلى جانبها". * الإعلامي الموريتاني وإن أكد على شرعية مطالب الشعب المصري الذي حرم من أبسط حقوقه الشرعية، إلا أنه قرأ أيضا في ما يعيشه بلد الكنانة "تخلاطا" غربيا وأمريكيا على وجه الخصوص، الهدف منه خلق بؤر توتر دائمة في منطقة الشرق الأوسط، وكل ذلك، برأي المتحدث، يهدف إلى حماية مصالح إسرائيل والغرب عموما. * ويقرأ المتحدث في ما اعتبره تركيز الإعلام الأوربي على بلدان شمال إفريقيا، خلفيات سياسية تعود إلى الحقبة الاستعمارية، مستحضرا الحروب التي خاضتها دول المنطقة ضد فرنسا، وفي مقدمتها الجزائر التي ضحت بمليون ونصف مليون شهيد. وأضاف "هم يحاولون نسف الإرث التاريخي للشعوب التي حاربت المستعمر، وذلك من خلال تحريض شباب يسعى إلى تحسين ظروف حياته ضد بلده". * ويعتقد محمود ولد أحمد أن الجزائر استفادت كثيرا من أحداث أكتوبر 1988، وهي التجربة التي مكنت النظام السياسي من التعاطي بواقعية مع مطالب الشعب، مشيرا إلى أن صمام الأمان الذي من شأنه أن يجنب أي بلد التململات التي تعيشها مصر وقبلها تونس، يتمثل في تفادي السقوط في القهر والتضييق على الحريات السياسية والإعلامية، التي تبدو مصانة إلى حد كبير في الحالة الجزائرية.