"الإدارة الأمريكية كانت على علم بأن إسرائيل ستشن ضربات عسكرية ضد حزب الله في لبنان قبل أشهر من قيام مقاتلي الحزب بأسر جنديين إسرائيليين على الحدود". هذا ما تورده صحيفتا "الإندبندنت" و"الغارديان" نقلا عن تقرير للصحفي المعروف "سيمور هيرش" في جريدة "نيويوركر". وينقل "هيرش" أن مسؤولين إسرائيليين أطلعوا واشنطن قبل أشهر على خطط إسرائيل للرد على أي تحرش من قبل حزب الله بهدف معرفة إلى أي مدى يمكن لواشنطن أن تؤيد مثل تلك الخطط. وحسب ما ينقل عن تقرير "هيرش" فإن الإدارة الأمريكية أعطت الضوء الأخضر لتلك الهجمات، بل وطلبت تسريعها معتبرة إياها متطلبا أساسيا يمهد لشن هجوم محتمل ضد إيران. ويقول "هيرش" إن المسؤولين الإسرائيليين الذين زاروا واشنطن سعوا للحصول على تأييد نائب الرئيس "ديك تشيني" لخططهم، مدركين أنهم إن أمنوا تأييد تشيني فسيكون الحصول على تأييد الرئيس ووزيرة خارجيته أسهل. وينقل "هيرش" عن مستشار حكومي أمريكي على علاقة وثيقة مع إسرائيل (لم يفصح عن اسمه) قوله: "لقد أخبرنا الإسرائيليون أنها ستكون حربا رخيصة بفوائد كثيرة. فلم تعارضونها؟ سوف نتمكن من كشف وقصف الصواريخ والأنفاق والمخابئ من الجو. وسيكون ذلك عرضا توضيحيا بخصوص إيران". وينقل "هيرش" عن مسؤول استخباراتي سابق قوله: "لقد أخبرنا الإسرائيليين الآتي: "إذا توجب عليكم المضي قدما، فنحن سندعمكم على طول الطريق. لكننا نعتقد أنه يجب القيام بذلك بأسرع وقت ممكن، إذ كلما انتظرتم وقتا أطول كان الوقت المتبقي أمامنا لتقييم وتخطيط أمر لإيران أقل قبل انتهاء ولاية بوش الرئاسية". وتنقل "الإندبندنت" عن ما نشر في صحيفة "فرانسيسكو كرونيكل" الشهر الماضي حيث قالت "إن رد الفعل العسكري الإسرائيلي جوا وبرا وبحرا لما اعتبرته إسرائيل تحرشا من مقاتلي حزب الله يظهر تدريجيا وفق خطة وضعت قبل أمثل من عام مضى". وتنقل "الإندبندنت" عن مجلة "نيو ستيتسمان" الأسبوع الماضي ما ذكرته أن "الحكومة البريطانية أيضا كانت على علم بخطط إسرائيل وأن رئيس الوزراء "توني بلير" اختار أن لا يحاول إيقاف الإسرائيليين لأنه لم يكن راغبا في ذلك". وتنقل "الإندبندنت" عن خبير في الشرق الأوسط قوله "إنه لو كان هناك خيار عسكري ضد مواقع إيران النووية فلا بد من التخلص من أسلحة حزب الله في لبنان التي يمكن أن تستخدم للانتقام من إسرائيل. وبوش أراد الأمرين معا".