الجمهور غير راض عن سيطرة القبائلية على أخواتها تسود في أوساط الجمهور الترڨي للقناة التلفزية الرابعة؛ "الأمازيغية"، منذ أيام، حالة من الشعور بالاستياء والتذمر الكبير، بسبب الانقطاع المتواصل لنشرة الأخبار الناطقة باللهجة الترڨية، لمدة تناهز الأسبوع، حيث فوجئوا بغياب مقدمها الترڨي الوحيد واستبداله بآخر شنوي. يأتي هذا بالتزامن مع زيارة الرئيس بوتفليقة إلى ولاية تمنراست؛ منطقة التواجد التقليدي للتوارق في الجزائر. * واستهجن الجمهور الترڨي توقف تقديم نشرته باللهجة الترڨية، خاصة وأن ذلك يتكرر للمرة الثانية في غضون بضعة أشهر، وهو الأمر الذي تطرقت إليه "الشروق" حين حدوثه لأول مرة، في نشرة تعاني أصلا من ندرة ظهورها على الشاشة، إذ لا تبث إلا مرة واحدة كل خمسة أيام، ولا تملك إلا مقدما واحدا بدون بديل يعوضه في حالة غيابه. * وكانت دهشة المشاهدين الترڨيين كبيرة عند إطلالة مقدم جديد عليهم لأجل تقديم نشرتهم لكن هذه المرة بالشنوية؛ إحدى اللهجات الأمازيغية الخمسة المعتمدة في القناة الرابعة، في حين استمر تقديم التقارير المصاحبة باللهجة الترڨية، وهي الخرجة التي اعتبروها غريبة وقمة في الارتجالية والاستهتار بالمشاهدين الذي لا يحدث، حسبهم، بهذا الشكل إلا في التلفزيون الجزائري. * وعلمت "الشروق" من مصادرها الخاصة بداخل القناة أن سبب انقطاع تقديم النشرة الترڨية باللهجة الترڨية، غير راجع لاتخاذ قرار بتوقيفها، بل يعود إلى غياب مقدمها الوحيد، بسبب استفادته من عطلة عمل تدخل ضمن حقوقه. * وتشكو نشرة اللهجة الترڨية، على غرار الشاوية ولهجات أخرى، من نقص الطاقم الصحفي العامل بها، إذ لا تضم غير مقدم نشرة وحيد، وصحفيين اثنين، ينجزان 6 تقارير تعرض خلالها، وهو نقص لا يطال النشرات الإخبارية فقط، بل يسجل على عموم برامج القناة التي تشهد نقضا كبيرا في الطاقم الصحفي والبرامج على مستوى اللهجات الأمازيغية الأخرى من غير القبائلية، حيث يشير مشاهدو القناة وبعض من العاملين بها، إلى حصول حالة من انعدام التوازن بين اللهجات، أو بمعنى آخر سيطرة القبائلية على بقية أخواتها، واستفرادها بعناية المسؤولين، وحتى خصها بتسخير المعدات الثقيلة للتلفزة، حيث تقول المصادر نفسها أن هذا الأخير يخصص شاحنة تلفزية كاملة ومجهزة للقيام بكل العمليات، حين يتعلق الأمر بتغطية حدث لصالح القبائلية، بينما يكتفي بإرسال كاميرا واحدة حين يتعلق باللهجات الأخرى، وكذلك الأمر بخصوص دبلجة الأعمال الدرامية والسينمائية، حيث يدبلج سوادها الأعظم إلى القبائلية. * من جهة أخرى، أفادت ذات المصادر ل"الشروق"، بأن حالة من التململ والغضب غير المعلن عنه باتت سائدة في أوساط الصحفيين الجدد والشبان على خلفية سيطرة الوجوه القديمة على مساحات الظهور التلفزي، عبر احتكار تقديم أكثر من برنامج، وعدم فسح المجال للطاقات الشبانية من أجل الإبداع وتقديم الجديد لجمهور مشاهدي قناة فتية بدأ يتسرب إليه الملل بعد عامين فقط من إطلاقها. * وتعيش الشبكة البرامجية للقناة الرابعة حالة تخبط، منذ زيادة ساعات البث، حيث تلجأ إلى ملء الفراغ وسد نقص البرامج، عن طريق حشوها المبالغ فيه بالمواد والمقابلات الرياضية.