أفاد بيان لوزارة الخارجية، السبت، بأن وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، سيشارك في أشغال الاجتماع غير العادي لوزراء الشؤون الخارجية العرب المقرر عقده غدا الأحد بالقاهرة، حيث من المقرر أن يتم تعيين الأمين العام الجديد لجامعة الدول العربية. * ويأتي استخلاف عمرو موسى، الذي تنتهي عهدته الثانية يوم 15 ماي الجاري، من قبل وزراء الخارجية، وذلك لأول مرة في تاريخ الجامعة، حيث أن الأمر في الأصل موكول لقمة ملوك ورؤساء الدول، كما يتنافس مرشحان، أحدهما من خارج مصر، لأول مرة في تاريخ المنظمة العربية، وفي حالة عدم التوصل إلى توافق، خاصة مع غياب إجماع حول أحد المرشحين، سيتم اللجوء الى الانتخاب، في حين يواصل أحمد بن حلي، مساعد الأمين العام تسيير شؤون المنظمة. * وسيقوم وزراء الخارجية العرب بعملية الاختيار لأول مرة، بعدما تأجلت قمة بغداد للملوك والرؤساء العرب إلى وقت لاحق، بسبب طلب البحرين ومن خلالها مجلس التعاون الخليجي لتأجيل القمة جراء الخلاف الحاد الذي نشب بين البلدين عقب انتقاد بغداد لقمع البحرين للمتظاهرين الشيعة، حيث ينص الميثاق على أن الاختيار يتم على مستوى القمة العربية "بتواجد الملوك والرؤساء"، حيث فوضت دول الجامعة العربية رؤساء وفودها اختيار الأمين العام، بالنظر إلى أن قرار تأجيل القمة بقي مفتوحا، واستحالة تمديد مهمة عمرو موسى، الذي يخوض غمار الرئاسيات المصرية، وشرع في حملته الانتخابية منذ شهر. * من ناحية أخرى، رفضت الجامعة العربية طلبا سودانيا بتأجيل الاجتماع الوزاري المقرر عقده الأحد 15 ماي، بسبب ارتباطات طارئة لوزير الخارجية السوداني، وليس رفض الخرطوم للمرشح المصري، مصطفى الفقي، وبررت الجامعة تمسكها باجتماع الأحد بأن تأجيل انعقاد الاجتماع كان للمرة الثالثة. * ويوحد على رواق السباق نحو منصب الأمين العام للجامعة العربية مرشحان، عبد الرحمن العطية، قطري، من مواليد إبريل 1950، حاصل على دبلوم علوم سياسية وجغرافيا من جامعة ميامى بولاية فلوريدا بالولايات المتحدةالأمريكية عام 1972، كان مندوب قطر الدائم لدى الأممالمتحدة، وتولى الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ورشحته قطر للجامعة العربية فور نهاية ولايته بالمجلس، وقد وعد المرشح القطري بإحداث قطيعة مع طريقة تسيير شؤون الجامعة، وخاصة من آليات التصويت والعمل، وهو ما تطالب به عدة دول، منها الجزائر وقطر، منذ قمة الجزائر 2004. * ومصطفى الفقى، من مواليد نوفمبر 1944، سياسي مصري، حاصل على شهادة من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة عام 1966، حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة لندن عام 1977، عمل في سفارتى مصر ببريطانيا والهند، ومندوب مصر بالمنظمات الدولية في فينا، ورئيس للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى سابقا، غير أن المرشح المصري واجه، ومنذ الوهلة الأولى للإعلان عن ترشحه، حملة معارضة شديدة له من قبل النخب المصرية بسبب ماضيه السياسي الموالي للرئيس المخلوع، حسني مبارك، وكان ثوار حركة 25 جانفي المصرية على رأس المعارضين. * ومن دون شك، وأمام غياب إجماع حول أحد المرشحين، فان المنافسة على منصب الأمين العام للجامعة، ستنتهي بالاحتكام إلى الانتخاب، كما ينص الميثاق، ولأول مرة في تاريخ الجامعة العربية، للحصول على أصوات ثلثي أعضاء الجامعة العربية.