أكد الخبير البريطاني داي وليامس أمس، لجريدة السفير اللبنانية أنه يتعين على لبنان، لدى إجراء اختبارات لمواقع القصف الإسرائيلي البحث عن آثار لليورانيوم بكل أشكاله وليس عن اليورانيوم المنضب فقط. ح.زبيري/الوكالات وقال الخبير البريطاني والباحث المستقل "أنه إذا أثبتت نتائج فحص العينات عدم وجود يورانيوم منضب، فإن ذلك لا يعني أن إسرائيل لم تستخدم اليورانيوم بأشكال أخرى في القنابل التي ألقتها على لبنان". ويؤكد ويليامس أن هناك حاجة لإجراء فحوصات للبحث عن اليورانيوم بشكل عام وليس عن شكل واحد منه هو اليورانيوم المنضب، وذلك قبل التمكن من تأكيد أو نفي أي تلوث بهذا المعدن المشع.. ويشير وليامس إلى دراسات أجريت في أفغانستان ودلت على أنه في بعض المناطق ظهرت بين المواطنين عوارض مرضية غريبة بعد الحرب أظهرت غياب أي آثار لليورانيوم المنضب فيها إنما تبين لاحقا وجود نسبة عالية من اليورانيوم الطبيعي في عينات البول التي أخذت من السكان ووصلت إلى أكثر من عشرة أضعاف النسب المعروفة لهذا العنصر في الطبيعة. لذلك يرى ويليامس أن "أي تحليل لعينات من المناطق اللبنانية المقصوفة ينبغي أن يضع في عين الاعتبار إمكانية أن تكون الأسلحة المستخدمة تحتوي على يورانيوم "غير منضب" أو يورانيوم بتركيبة أقرب إلى تلك التي يتواجد فيها في الطبيعة"، حيث يستخدم في رؤوس بعض القنابل لزيادة قدرتها على اختراق التحصينات وإحراق الأهداف. إلا أنه في المقابل، وبحسب ويليامس، "من السهل تأكيد وجود أو غياب اليورانيوم المنضب في تحليل أي عينة، غير أن الأمر يصبح أصعب في حال وجود يورانيوم بشكل مختلف. وبالتالي يصبح استخدام اليورانيوم في الأسلحة بأشكال مختلفة غير مستبعد، لأنه من الأسهل إخفاء آثاره وادعاء أن ما يظهر في العينات هو يورانيوم طبيعي غير مؤذ موجود أصلا ولا علاقة للأسلحة أو الحرب فيه. واستنادا إلى معلومات من خبراء أمريكيين وبريطانيين تفيد بإمكانية أن تكون إسرائيل قد استخدمت في عدوانها على لبنان قذائف تحمل رؤوساً من اليورانيوم المنضب وإن كان تأكيد ذلك ما زال ينتظر صدور نتائج تحاليل العينات التي قام الجيش اللبناني بأخذها من المناطق التي تعرضت للقصف. كما لا يمكن اعتبار ما أوردته تقارير صحافية نشرت أمس، وتحدثت عن وجود إشعاعات في إحدى الحفر التي خلفها صاروخ في منطقة الخيام دليلا قاطعا على وجود يورانيوم منضب بانتظار صدور نتائج تحليل العينات التي أخذت من الموقع وتحديد نوع المواد المشعة الموجودة فيها. ومن هذه التقارير تقرير بثه تلفزيون "بي بي سي" يظهر في أول عشر ثوان انفجارين لصاروخين من النوع المخترق للتحصينات bunkers buster يقول "الخبير ان الانفجار الثاني يدوم حوالى ثلاث ثوان وإذا ما نظرنا بإمعان إليه يظهر أن هناك تناثرا لشظايا حارقة بعيدا عن الهدف ثم يظهر مطر من التفجيرات البيضاء تستمر في الانبعاث من الانفجار الأساسي قبل أن تختفي كرة النار. وهي صور تتوافق بشكل تام مع الصور التي بثتها "بي بي سي" نفسها في تقاريرها الصحافية من بغداد في مارس من العام 2003، كما يقول. وبالإضافة إلى هذه التقارير أصدرت "اللجنة الإسرائيلية من أجل شرق أوسط خال من الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية" وهي جمعية أهلية مقرها تل أبيب، بيانا في الخامس من أوت قالت فيه إن "حكومة إسرائيل اشترت مؤخرا من الولاياتالمتحدة صواريخ مضادة للتحصينات من هذا النوع ". وأضاف البيان "هذه الصواريخ تحتوي على اليورانيوم المنضب وهي مادة مسرطنة تنتشر على شكل غبار سام ومشع يدخل الرئتين والعظام وهو مؤذ بشكل خاص للأطفال والأولاد". ودعا البيان حكومة إسرائيل إلى عدم استخدامها. وكانت شهادات لزملاء صحافيين ومصورين تحدثت عن ملاحظتهم غبارا أو بودرة رمادية اللون يغطي بعض المناطق التي استهدفها القصف في الضاحية الجنوبية لبيروت. ولفت الخبير إلى "ضرورة أخذ عينات من هذه البودرة وتحليلها لمعرفة ما إذا كانت ناتجة عن أكسيد اليورانيوم قبل أن تتم إزالة كامل الركام وتتناثر مع الهواء أو الشتاء".