أفادت مصادر في جيش الاحتلال الإسرائيلي أن تحقيقا فتح داخل الجيش بشأن استخدام قواته القنابل الفوسفورية ضد قطاع غزة بصورة مخالفة للقوانين الدولية. يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها ستنظر في شكوى قدمها السفراء العرب لدى الوكالة بشأن استخدام إسرائيل ذخيرة تحتوي على يورانيوم مخصب في عدوانه على القطاع. وسلُمت هذه الشكوى إلى مديرها العام محمد البرادعي بشأن استخدام إسرائيل في حربها على غزة ذخيرة تحتوي على يورانيوم منضّب. وقالت الوكالة: إن بحث هذا الموضوع يتطلب استشارة الدول الأعضاء. وقالت الوكالة: إن الشكوى جاءت في خطاب وجهه السفير السعودي يوم الاثنين - نيابة عن دبلوماسيين عرب - إلى البرادعي. وقالت المتحدثة باسم الوكالة ميليسا فليمنغ: نقوم بتوزيع الخطاب على الدول الأعضاء. وسنحقق في الأمر بالدرجة التي تسمح بها قدراتنا. وأضافت: أن الوكالة لم تتخذ بعد قرارا بشأن طريقة تحركها. إذ إنها تحتاج أولا إلى دراسة الأمر مع الدول الأعضاء. وامتنع سفير إسرائيل لدى الوكالة الذرية إسرائيل ميخائيلي عن التعليق بخصوص الخطاب العربي، وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه يتحقق من التقرير وفق رويترز للأنباء. وشاركت الوكالة في الماضي في دراسات بشأن آثار اليورانيوم المستنفد الذي استخدم في ذخائر بمنطقة البلقان. خلصت إلى أنه يستبعد بدرجة كبيرة إمكانية ربط زيادة في مخاطر الإصابة بالسرطان تحدثت عنها تقارير هناك بتلك الآثار. ويستخدم اليورانيوم المستنفد في الأسلحة نظرا إلى قدرته على اختراق الدروع بسهولة بسبب كثافته وخصائصه الفيزيائية الأخرى. ويمثل خطرا كبيرا على الصحة. إذ أن الغبار المحيط بالمواقع المتضررة يمكن أن تتأثر به الرئتان والأعضاء الحيوية الأخرى لأي شخص. كما أن لهذا اليورانيوم استخدامات مدنية في المعدات الطبية وفي صنع الدروع الواقية من الإشعاع. وبالمقابل أفادت مصادر في جيش الاحتلال الإسرائيلي أن تحقيقا فتح داخل الجيش بشأن استخدام قواته القنابل الفوسفورية ضد قطاع غزة بصورة مخالفة للقوانين الدولية. وسيركز التحقيق الإسرائيلي على الاتهامات الموجهة إلى الجيش باستخدام قذائف فوسفورية في مناطق آهلة بالسكان. ونقلت تقارير إعلامية عن مصادر الجيش أن هناك أدلة على استخدام إحدى وحدات الاحتياط تلك القنابل في حادثتين كانت إحداهما ضد مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) . مما أدى إلى استشهاد أكثر من أربعين فلسطينيا. وادعت هذه المصادر أن القنابل الفوسفورية أصابت ضابطين إسرائيليين خطأ في حادثة ثانية. وكانت منظمة العفو الدولية قد أكدت استخدام إسرائيل المتكرر للفوسفور الأبيض بصورة مفرطة في غزة. مما يمثل جريمة حرب. وقالت المنظمة: إن وفدها الذي يزور القطاع حاليا عثر على أدلة لا تقبل الجدل بشأن الاستخدام الإسرائيلي الواسع لقذائف فوسفورية في قصف المناطق المكتظة بالسكان. وذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية الثلاثاء أن الجيش اعترف بإطلاق قذائف مدفعية. اشتملت على قطع قماش مشبعة بالفوسفور بادعاء إنشاء ستار دخاني. وكانت المنظمات الحقوقية الدولية قدمت شكاوى واحتجاجات متكررة منذ بداية العدوان حول استخدام جيش الاحتلال القنابل الفوسفورية في مناطق مأهولة بجميع أنحاء القطاع. وتستخدم قنابل الفوسفور عسكريا لإحداث حرائق أو توليد دخان كثيف للتعتيم والحماية، لكن البروتوكول الثالث الإضافي في اتفاقية الأممالمتحدة المتعلقة بالأسلحة التقليدية يمنع استخدام الفوسفور سلاحا هجوميا بحد ذاته، وتعد تلك جريمة حرب.