لقد كان الإرهاب في طليعة اهتمامات كل واحد منا خلال هذا الأسبوع إثر الهجمات المريعة في أوسلو. فلا يمكن لأي كان الامتناع عن الشعور بالصدمة من الموت والدمار الذي تعرضت له عاصمة أحد أهدأ البلدان الأروبية. وقد تكلمت جلالة الملكة بالنيابة عن كل الأمة البريطانية للتعبيرعن تعاطفنا الصادق مع الملك هارولد والشعب النرويجي. * وفي السفارة أيضا ركزنا كامل اهتمامنا هذا الأسبوع على قضايا مكافحة الإرهاب التي تظل أحد أهم روابط علاقتنا الثنائية. وسعدت باستقبال الجنرال روبن سيربي مستشار رئيس الوزراء البريطاني في مجال مكافحة الإرهاب في شمال إفريقيا والساحل الذي كان في زيارة إلى الجزائر. * أجرى الجنرال سيربي سلسلة اجتماعات مثمرة مع مستشار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في مجال مكافحة الإرهاب، السفير رزاق بارة وغيره من المسؤولين السامين. فقد عانت كل من المملكة المتحدةوالجزائر من بطش الإرهابيين خلال السنوات الماضية. لكن هذه التجربة المشتركة أدت إلى مضاعفة إصرارنا على العمل سويا من أجل إزالة هذا التهديد المشترك. إذ سبق وقد عملنا عن كثب على المستوى الدولي للتعامل مع تهديد الإختطاف ودفع الفديات. فنحن نشاطر رؤية الجزائر في أن دفع الفديات اختيار سياسي خاطئ وأنه ينافي القانون الدولي. إذ أن هذه الأموال لا تنفع إلا في مساعدة الإرهابيين لتوسيع مدى نشاطاتهم وهذا يزيد من شدة التهديد بالنسبة إلينا جميعا. * إننا نعتبر الجزائر شريكا أساسيا في مجال مكافحة الإرهاب في القضايا المتعلقة بالساحل نظرا لقدراتها الفريدة من نوعها في المنطقة. فالتهديد الذي يشكله تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي حقيقي ومتنام. وفي حين يبقى التهديد الذي يشكله تنظيم القاعدة الرئيسي في باكستان في طليعة اهتماماتنا على المدى الطويل، تعتبر أيضا المجموعات الإرهابية الأخرى بما فيها تلك المنتسبة لتنظيم القاعدة مثل تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي تهديدا على المملكة المتحدةوالجزائر وعلى مصالحنا المشتركة. * نرى أننا لن نتمكن من مكافحة الإرهاب إلا بالعمل سويا. فالإرهابيون لا يأبهون للحدود الوطنية. وقد رحبت المملكة المتحدة بالمبادرات التي قامت بها دول المنطقة كإنشاء اللجنة المشتركة لقادة جيوش دول الساحل وخلية المخابرات التي تظهر مثالا عن تولي بلدان المنطقة زمام الأمور للتعامل مع التهديد المشترك. كما أن الشركاء مثل المملكة المتحدة متحمسون لتقديم المساعدة والدعم في أي مجال ممكن. ويعد قرار الجزائر تنظيم مؤتمرا حول مكافحة الإرهاب في سبتمبر مبادرة أخرى مرحب بها حيث ستجمع كافة البلدان والمنظمات التي تسعى لإزالة الإرهاب من المنطقة تحت سقف واحد. كما أشدي خصيصا بالفرصة التي سيشكلها هذا المؤتمر للتناقش حول إزالة الفقر الذي يغذي اليأس والذي بدوره قد يؤدي إلى التطرف. * وبالإضافة إلى هذه الاجتماعات الدولية فنحن نتطلع إلى الحوار الثنائي الجزائري البريطاني التالي حول مكافحة الإرهاب الذي سيقام في الخريف. سيكون الحوار الثالث من نوعه والذي رأينا من خلاله زيادة أكبر في التعاون بين بلدينا. فالجزائر والمملكة المتحدة تملكان تجربة واسعة يمكن تبادلها. ومنذ توقيع إتفاقية الدفاع في 2009 لاحظنا توسعا في العلاقات على مستوى مجالات عدة، خاصة في مجال التدريب. * ترى المملكة المتحدة أن القاعدة تستمر في فقدان ثقلها عالميا. وقد رأيناها تعاني في محاولة منها لإثبات وجود علاقة بين رسالة الجهاد العنيف التي تنشرها وبين الربيع العربي الذي وجدت الشعوب من خلاله صوتا آخرا وطريقة أخرى لتحقيق التغيير الذي يريدونه. وتظهر هذه الشعوب أنه لا مكان لعلامة القاعدة من العنف والقتل الذي تمارسه اتجاه شعوب من جميع الأديان والمعتقدات. لكن على الإرهابيين ألا يتعبروا هذا كتساهل. إذ لن يكون هناك إطلاقا أي تفسير لأفعال الإرهابيين بغض النظر عن الفكرة من ورائها وسنقف في المملكة المتحدة في وجه تهديد الإرهاب مهما كان مصدره بالتعاون مع أهم حلفاءنا حول العالم.