تشهد الطبعة الحادية عشرة لمعرض الجزائر الدولي للكتاب التي افتتحها أول أمس رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح وغابت عنها وزيرة الثقافة، العديد من النقائص من خلال ما لاحظناه واستمعنا إليه من الناشرين الجزائريين والأجانب، حيث احتجّ بعضهم على عدم مطابقة مساحات الأجنحة للمواصفات التي تم الاتفاق عليها مع المنظمين، كما أن بعض العارضين لم يتعرفوا إلى المواقع التي خصصت لهم إلا في اللحظة الأخيرة قبل موعد الافتتاح، وكان المفروض أن يتم إبلاغهم بذلك من قبل.. واحتجّ آخرون على غياب مخطط للمعرض يوضع بين أيدي الزوار يسهل عليهم الوصول إلى العارضين. وخلال تجولنا في المعرض لاحظنا أن ما لا يقل عن 30 جناحا خالية تماما من الكتب أو ليس فيها إلا نسبة قليلة جدا منها، وعند تساؤلنا أمام المشرفين عليها قالوا إن السبب هو تأخر الجمركة. وهناك أجنحة أخرى من غير أسماء ولا يعرف من هم أصحابها.. وإذا كان المنظمون قد خصصوا هذه السنة ثلاثة أجنحة كبرى للعرض، فإن الجناح "س" ما يزال خاليا تماما من العارضين. وإضافة إلى الارتفاع الفاحش لأسعار الكتب الآتية من المشرق العربي بالمقارنة مع المطبوعات الجزائرية، فالملاحظ على العناوين العربية المشرقية أنها هي نفسها التي تتكرر كل سنة خاصة الكتب الدينية. أكثر من ذلك، ما لا يقل عن 90 في المئة من المشاركين العرب يعرضون العناوين والموسوعات الدينية نفسها، لكن بطبعات مختلفة ليس أكثر.. وسبق للمنظمين التصريح بأنهم منعوا بيع الأقراص المضغوطة "السيدي" ذات الطابع الدعائي، ومع ذلك لاحظنا وجود هذه الأقراص بل تخصيص أجنحة لها. ومع أن الأغلبية الساحقة من المشاركين العرب لا يبيعون تقريبا سوى الكتب ذات الطابع الديني التخصصي والدعوي، فإن بعضهم قد تخصص في بيع كتب ما يسمى السلفية العلمية وحدها مثل "دار التصفية والتربية".. والأدهى مما سبق كله، وجود بعض الكتب العربية صادرة في طبعات غير شرعية مثلما هي الحال بالنسبة لموسوعة "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام" للدكتور جواد علي، التي تعرضها "دار ابن تيمية" الآتية من مصر، حيث لاحظنا عدم وجود اسم الناشر على الطبعة. وإذا كان البعض قد يرجع غلاء أسعار الكتب المشرقية إلى موضوع تكلفة الشحن والجمركة وغير ذلك، فإننا لا نتصور أن سعر كتاب صغير الحجم من 70 أو 100 صفحة يصل، كما وجدناه في جناح المكتبة الأزهرية المصرية، إلى 700 دينار، فهذا غير معقول مهما كانت تكاليف نقله من القاهرة وجمركته وو... بينما نجد الكتاب الجزائري الذي يصل إلى 250 أو 300 صفحة وفي طبعة معقولة، لا يتجاوز سعره 350 دينار كأقصى حد!! وقد أعدت المؤسسة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار لهذه الطبعة التي تقام هذه السنة تحت شعار "الكتابة والتحرر" وتتزامن مع ذكرى تفجير الثورة التحريرية، مجموعة من الإصدارت ذات العلاقة بالكتابة والإلتزام، حيث أصدرت مجموعة "أصوات ضد الإستعمار"، وتضم عديد الكتابات والأسماء التي تكرست في هذا المجال أمثال أندري ماندوز، هنري علاق، إيمي سيزار وغيرها من الشخصيات التي تمثل نماذج أوروبية متميزة في الكفاح ضد الاستعمار. ورغم تنوع العناوين المعروضة في دور النشر الوطنية، العربية والأجنبية المشاركة، يبقى الكتاب الديني والسلفي منه بوجه خاص، يستحوذ على حصة الأسد بين العناوين المعروضة باعتبار إقبال الجمهور الجزائري عليها بشكل كبير، فيما تبدي بعض الأوساط الإعلامية تخوفها مما تعتبره احتكارا للسوق الجزائرية من طرف الكتاب الديني خاصة الآتي من الخارج. سعيد. ج