لا يزال المئات من خريجي المدارس العليا للأساتذة دفعة جوان2011، في بطالة رغم أن العقود المبرمة مع وزارة التربية الوطنية تقر أحقية ضمان منصب عمل بمجرد التسجيل في السنة الأولى جامعي في المدرسة العليا، فيما حصلت فوضى كبيرة في التوظيف للبعض وحرم مدرسو الكيمياء من حق الترسيم بعد مرور قرابة 5 سنوات.
* أكد، بربري العيد، المنسق الوطني للتنسيقية الوطنية لخريجي المدارس العليا للأساتذة، في ندو صحفية بمقر النقابة الوطنية لعمال التربية، أن الأساتذة المتخرجين دفعة جوان 2011 مروا بمرحلة الفراغ وعدم تبني أية جهة، من جوان إلى غاية سبتمبر، ليجد المئات منهم من دون مناصب عمل، بعد رحلة البحث عن منصب مع الدخول المدرسي، منذ 15 يوما، مستغربا عدم التزام وزارة التربية الوطنية ببنود العقد الموقع معهم، وهي المشاكل التي قادتهم إلى تأسيس نقابة فكرتها منذ شهر وجسدت قبل ثلاثة أيام وتمثيلها في 33 ولاية. * وقال المتحدث إن الأساتذة المتعاقدين المدمجين استلموا عقودا للعمل، "في حين أن خريجي المدارس العليا الكثير منهم لم يتم توظيفهم لحد الساعة"، وأعطى بربري مثالا عن ذلك، كولاية البويرة التي وظفت في مادتي الرياضيات والفيزياء فقط، والجلفة تم التوظيف في غير التخصص، والمدية وظف البعض والبقية ينتظر، فيما لا يزال قاطنو ولايات قسنطينة، تبسة وبرج بوعريرج لم يوظفوا في مواد التاريخ والجغرافيا والآداب، أما سطيف فحرم خريجو المدرسة العليا بالقبة بالعاصمة من الحصول على منصب في مادة الكيمياء، وكثر من خريجي نفس المدرسة في العلوم الدقيقة من قاطني برج بوعريريج وظفوا في العلوم الإنسانية، أما الشلف فقد وظف خريجو الطورين الاكمالي والثانوي في الطور الابتدائي. * وقد رفضت العديد من مديريات التربية تجسيد العقد المبرم بين الوزارة وخريجي المدارس العليا، حيث أنه ومنذ بداية الإصلاحات سنة 2001، شرع في العمل بعقد الالتزام للتوظيف، بعدما كان في السابق على المتخرج البحث عن العمل في المديريات في أي طور تعليمي كان، حيث أن العقد الذي يوقعه الطالب في السنة الأولى جامعي يؤكد حصوله على تكوين عال ومنصب عمل بعد التخرج، والأستاذ في المتوسط لا يغادر منصبه إلا بعد11 سنة، وفي الثانوي لا يغادره الا بعد9 سنوات، باستثناء الترقية لمناصب عليا أو الترقيات التي يحددها القانون. وقال بربري "حاليا مديريات التربية ترد أنه لا يوجد توظيف، وحتى الاستقبال مفقود، والأساتذة المتخرجون ينتظرون منذ 15 يوما". * ويعاني خريجو مدرسة القبة تخصص كيمياء، بعد دراسة 5 سنوات في تخصص التعليم الثانوي وتمنح لهم شهادة معادلة لتدريس الفيزياء، فبعض المديريات ترفضها ومن يقبل يوقع تعهدا شرفيا ويمضيه في البلدية على أنه قادر على تدريس الفيزياء؟ وهو ما حصل في ورڤلة، ومشكل عدم ترسيم من درسوا الفيزياء لمدة 5 سنوات، خاصة شعبة هندسة طرائق، ومن وظف في الفيزياء في المتوسط ينتقل من المدينة " أ" الى مدينة " ب"، بمسافة تبعد27 كلم، لاستكمال النصاب الساعي الأسبوعي؟ وهو ما يحصل في المدية. * ويشار إلى أنه ومنذ 2001، سنة بداية الإصلاحات والشروع في عقود الالتزام، يوجد حوالي15 ألف أستاذ، بحكم أن في كل مدرسة معدل 300 أستاذ يتخرج يوميا، وهناك 5 مدارس في الوطن قبل أن تفتح هذه السنة مدرسة الأغواط للعلوم الدقيقة.