بدأت حملة الأيادي النظيفة داخل صفوف المنتخب الوطني، مبكرا، بعد أن قام المدرب وحيد حاليلوزيتش بثورة داخل التشكيلة التي ستواجه إفريقيا الوسطى مطلع شهر أكتوبر المقبل، وتعد هذه الثورة بمثابة بداية مرحلة انتقالية للمنتخب الوطني الذي يتحضّر لعملية تجديد لصفوفه، خاصة وأنه مقبل على تحديات صعبة في العام المقبل وعلى رأسها التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2013، وتصفيات مونديال 2014 في البرازيل، بقيادة حاليلوزيتش الذي تعهد بعد مباراة تنزانيا بتكوين منتخب قوي لبلوغ مونديال البرازيل. * وبإبعاد زياني، يكون حاليلوزيتش قد وجه إنذارا شديد اللهجة لركائز المنتخب وعلى رأسهم لاعبي الخليج، قصد تحضيرهم معنويا لأي استبعاد محتمل في المواعيد المقبلة، مثلما كانت قد كشفت "الشروق" في الأسبوع الماضي، عن أن حاليلوزيتش يحضر لتصفية التشكيلة من نصف تعداد الجيل الحالي للمنتخب. وفي إطار سعيه للتغيير وبعث المنافسة، وجه حاليلوزيتش إنذارا ثانيا للحارس رايس وهاب مبولحي، الذي تراجع مستواه بشكل رهيب منذ مونديال جنوب إفريقيا، حيث استدعى التقني البوسني ميكاييل فابر الذي برز بقوة مع فريقه الجديد لانس، قصد مقارعة حارس نادي سيسكا صوفيا البلغاري، الذي احتكر منصب الحارس الأساسي منذ المونديال، في الوقت الذي لم يجد فيه منافسة حقيقية من الحراس المحليين. وبالرغم من أن مبولحي، انتقل من البطولة البلغارية إلى الروسية وبالضبط إلى نادي كريليا سوفيتوف سامارا مطلع العام الجاري، إلا أن تجربته كانت فاشلة على طول الخط، حيث انحط مستواه، وتلقت شباكه العديد من الأهداف، قبل أن يفر بجلده ويعود على شكل إعارة في الصيف الماضي إلى نادي سيسكا صوفيا البلغاري، الذي سبق له وأن لعب في صفوفه في سبتمبر الماضي معارا من ناديه الأولى سلافيا صوفيا. وبالرغم من أن حاليلوزيتش احتفظ نسبيا بلاعبي خطي الدفاع والوسط، إلا أن ثمة تغييرات أخرى ستطرأ عليهما في المواعيد المقبلة، بالنظر لاهتزاز مستواهما، حيث يقوم التقني البوسني بعملية التجديد النسبي على مستوى هذين الخطين، فيما صب حاليلوزيتش كل تركيزه على خط الهجوم الذي شهد عدة تغييرات منذ توليه العارضة الفنية، وجاءت أولى التغييرات بضم العائد غيلاس، وتجديد الثقة في عامر بوعزة، وكريم مطمور وعبد القادر غزال، موازاة مع عودة رفيق جبور، مقابل الاستغناء عن كريم بن يمينة وعبد المالك زياية، وهلال العربي سوداني، حيث تظل مشكلة عقم الهجوم الهاجس الأكبر لحاليلوزيتش، ويسعى لحل هذه المشكلة، قبل الدخول في معترك التصفيات القادمة.
"الخضر" بدون صانع ألعاب أمام إفريقيا الوسطى..!
من غرائب ما حملته القائمة التي أعدها المدرب وحيد حاليلوزيتش، لمواجهة إفريقيا الوسطى يوم 9 أكتوبر المقبل، أنها تخلو من صانع ألعاب حقيقي، تعتمد عليه التشكيلة، وموازاة مع غياب الثلاثي رياض بودبوز، جمال عبدون وكريم زياني، الذين يتقنون اللعب في منصب صانع ألعاب، اكتفى حاليلوزيتش بدعوة لاعب وفاق سطيف عبد المؤمن جابو، الذي سيجد نفسه وحيدا في هذا المنصب في المواجهة المذكورة، وبالرغم من أن اللاعب يتمتع بإمكانات كبيرة، إلا أنه لم يعتد أبدا اللعب في مثل هذا المستوى، بسبب افتقاده للخبرة المطلوبة، فضلا عن أنها المرة الأولى التي يستدعى فيها جابو للعب مباراة رسمية، بعد أن سبق ولعب مباراة ودية أمام لوكسمبورغ يوم 18 نوفمبر الماضي في عهد المدرب السابق عبد الحق بن شيخة. وكانت العديد من الحلول متاحة أمام المدرب البوسني لتعويض غياب الثنائي المعاقب جمال عبدون، ورياض بودبوز، وكذا كريم زياني الذي تم استبعاده مؤخرا، ويبرز لزهر حاج عيسى لاعب القادسية الكويتي كأبرز بديل في الفترة الحالية، بما أنه من اللاعبين الذين دأبوا على تسجيل حضورهم مع "الخضر" منذ سنوات، فضلا عن عودته إلى المنافسة بقوة مع فريقه الجديد. وسيعتمد حاليلوزيتش، على الأرجح في مباراة إفريقيا الوسطى، على لاعب نادي غرناطة الإسباني، حسان يبدة كصانع ألعاب، لكنه سيواجه مشكلة أخرى، وهي نقص المنافسة لدى اللاعب، الذي لم يحضر جيدا للموسم الجديد بسبب انشغاله بالبحث عن فريق يلعب له.