الفنان منصور المنصور الجزائر تطورت كثيرا وفاجأني متابعة شعبها للمسلسلات الخليجية نجحنا بفضل الحرية التي لا تستثني حتى العائلة الحاكمة من النقد من أهم الممثلين والمخرجين في المشهد الابداعي الكويتي، بدأ مساره من المسرح والاذاعة ثم ولج عالم الدراما التلفزيونية مع سعاد العبد الله وحياة الفهد وأخويه محمد وحسين. شارك في أنجح المسلسلات الخليجية من "المصير" إلى "جادة 7" و"الجليب" و"ليلة عيد" و"جفنات العنب" وغيرها كثير... هو الفنان منصور المنصور الذي حلّ ضيفا على الجزائر.. إلتقته الشروق فكان هذا الحوار. * - كيف وجد الفنان الكويتي القدير منصور المنصور الجزائر بعد 30 سنة مرت على آخر زيارة؟ * - هذه ثاني زيارة للجزائر بعد زيارتي لها منذ ثلاثين سنة عام 1978 في إطار مهرجان مسرحي اين قدمنا مسرحية "عريس بنت السلطان" واليوم وأنا أزور الجزائر أرى تغييرا وتطورا كبيرين على مختلف الاصعدة,سبحان الله وكأنني أزور هذا البلد الطيب لأول مرة في حياتي. وأهم ما لفت انتباهي هو تغير الناس فقبل ثلاثين سنة كانوا جافين وقاسين بحكم ما عانوه إبان الثورة التحريرية، أما الآن فما شاء الله تبارك الرحمن الضحكة والابتسامة. فمنذ نزولنا في مطار العاصمة حتى وصولنا إلى بجاية لم نلق إلا الاستقبال الطيب والحفاوة والكرم، الذي كان في خيالي من أفكار مسبقة تكونت عندي في زيارتي الاولى تغير جذريا. * - بماذا ستشارك الكويت في فعاليات مهرجان الجزائر الدولي للمسرح؟ * - أشارك كمستشار لفرقة مسرح الخليج العربي التي ستقدم مسرحية "المكيد" وهو عمل تراثي أتمنى أن ينال إعجاب جمهور المهرجان .فإلى جانب كوني ممثلا تلفزيونيا أنا مخرج مسرحي وإذاعي وممثل أيضا ولكن أعلم أن الاغلبية تعرفت إلي من خلال أعمالي التلفزيونية. * - تعرف الدراما الخليجية والدراما الكويتية بصفة خاصة تطورا ملحوظا وانتشارا واسعا في الفضائيات العربية.. ما سر هذا النجاح الذي لم تعرقله اللهجة والغرق في المحلية؟ * - من أهم أسباب نجاح الدراما الكويتية الحرية الكبيرة التي نتمتع بها. أستطيع ان اقول جازما إن الكويت اكثر بلد عربي يتمتع شعبه بالحرية بعد لبنان في وقت مضى، فنحن نستطيع ان نقول ما شئنا متى شئنا في أي شخص أو ظاهرة بدون أي خطوط حمراء، عدا التعرض للذات الالهية. فمن مجلس الأمة الى رئيس مجلس الوزراء والأسرة الحاكمة الكل معرض للنقد. * - كيف استطاعت المرأة الكويتية اكتساح عالم التمثيل وكسر حواجز كثيرة لاتزال طابوهات في دول عربية أخرى؟ * - الفرق المسرحية في الكويت تشجع الفتيات على الانضمام ومن المسرح الذي احتضن أيضا ممثلات من مختلف الدول العربية، ومن المسرح الى التلفزيون زادت مشاركة المرأة في الدراما وأصبحت أكثر حضورا وفي أدوار مهمة وجريئة جدا كسرت الطابوهات ودخلت الى عمق المجتمع الخليجي والعربي بشكل عام. فمثلا مسلسل "جنيب" او "ليلة عيد" او "زوارة الخميس" وغيرها كثير... استطاعت ان تعالج مشاكل حساسة جدا بعيدا عن خدش الحياء. * - ابتعدت مؤخرا عن تناول حياة البذخ والبرجوازية والتصوير داخل القصور وبدأت تهتم بالفئة الفقيرة والصراع الطبقي.. * - طبعا هذا من أهم أسباب انتشارها وإقبال الفضائيات عليها هو هذا البعد الانساني والوعي بالقضايا الاجتماعية المصيرية وإن شاء الله يكون لنا حظ ونصيب في الوصول الى الجزائر. وأظن أننا وصلنا، فمنذ وصولي إلى الجزائر منذ ايام قليلة التقيت الكثير من الشباب الجزائري الملم بتفاصيل الدراما الخليجية ونجومها وأبرز أعمالها وهو ما لم أتوقعه بحكم الاختلاف الكبير في اللهجة. أنا سعيد جدا لانني تأكدت أن الجزائريين من جمهور الدراما الخليجية. * سعاد العبد الله بدأت معنا أنا وأخواي محمد وحسين المنصور وهي صغيرة لذلك جاءت مختلف الاعمال التي قدمناها وكانها اعمال عائلية. * - أعمال كويتية محتشمة تناولت حرب العراق... هل من مشاريع لمعالجة الربيع العربي دراميا في الكويت؟ * - حاليا نحضر لعمل "ضي القلوب". أما بالنسبة لتناول "الربيع العربي" دراميا فأظن أنه مبكر جدا الحديث عن أفلام أو مسرحيات أو مسلسلات. الآن أي عمل عربي يقدم عن الثورات الشعبية في الوطن العربي حالة انفعالية الآن وعليه فما حدث في الوطن العربي يحتاج الى الكتابة بفكر وعقل لا بالانفعال. نملك مادة كبيرة جدا وعميقة جدا عن الغزو الصدامي ورغم ذلك، كما قلت، الاعمال محتشمة جدا وعليه نحتاج إلى وقت أكبر وأطول حتى تنضح الرؤى التاريخية. * - لاحظنا أنك من الذين طاروا فرحا لخبر مقتل القذافي الذي تزامن مع حفل الافتتاح؟ * - نعم.. فرحت جدا بخبر مقتل القذافي وسعادتي بلا حدود، لم أستطع رغم التعب من النوم ولم أجد نفسي إلا مقابلا للتلفزيون وأبحث عن آخر الاخبار. كان يوما مميزا كاد أن يحول دون متابعتي لحفل الافتتاح الذي تزامن مع مقتل القذافي من شدة الانفعال ولكن حبي للمسرح إنتصر على شعور الفرحة الذي غمرني وبعض المسرحيين الحاضرين.