يسجل الوسط المدرسي سنويا أزيد من 25 ألف حالة مرضية في صفوف التلاميذ من بينها 10 آلاف حالة معدية، في حين يعاني أكثر من نصف مليون تلميذ أي 7.7 في المائة من الأطفال المتمدرسين من قصر القامة الناجم عن مرض "السكولويوز" الذي يسببه ثقل المحافظ، كما يفتك الجرب وفقر الدم وتسوس الأسنان بنسبة معتبرة من التلاميذ. * وكشفت إحصائيات رسمية قامت بها وزارة الصحة لفائدة وزارة التربية الوطنية، وضعية الصحة المدرسية وكذا قائمة الأمراض التي تفتك بالتلاميذ خصوصا في المناطق النائية والبعيدة، وتؤكد تلك الأرقام ظهور حالات مرض السل الذي تسببه جرثومة "باسيل دوكو" التي تنتقل عن طريق الهواء بين أوساط التلاميذ، إلى جانب تسجيل حالات "التقمل" التي أضحت تنتشر بكثرة بين تلاميذ الأقسام التحضيرية وكذا روضات الأطفال على وجه الخصوص، بشكل ينذر بالخطر وفق تأكيد رئيس اتحادية أولياء التلاميذ خالد أحمد. * وما يزال الجرب من الأمراض التي تهدد صحة التلاميذ نظرا لانعدام وسائل النظافة، خصوصا في الأحياء الفقيرة التي تغيب فيها شروط التهيئة، وتعد حالات التبول غير الإرادي أيضا من بين الأمراض التي ما تزال تصاحب الأطفال الذين يترددون على المدارس وذلك بنسبة 1.33 في المائة، كما يعاني 3.56 في المائة من المتمدرسين في كافة المستويات التعليمية من نقص النظر، وهو من بين الأسباب التي تؤثر على مستوى التلاميذ خصوصا بالنسبة للأطفال الذين لا تتوفر لديهم الإمكانيات للاستفادة من نظارات طبية لتصحيح الرؤية. * ويمس مرض تسوس الأسنان أكثر من نصف العدد الإجمالي للتلاميذ وذلك بنسبة 60 في المائة، وهو رقم ليس بالهين، إذ تم الأخذ بعين الاعتبار المضاعفات الخطيرة التي يسببها هذا المرض، في حين يعاني 7.7 من الأطفال المتمدرسين من قصر القامة الناجم عن مرض السكولويوز أو ما يعرف باعوجاج العمود الفقري الذي يسببه ثقل المحافظ، ويبلغ معدل الهزال 2.7 في المائة من مجموع التلاميذ البالغ عددهم هذا الموسم أكثر من 8 ملايين و176 ألف تلميذ في كل المستويات الدراسية، ومن بين أسبابه ضعف النظام الغذائي، الذي سبب أيضا انتشار حالات فقر الدم أو الأنيميا التي تصيب 20 في المائة من المتمدرسين. * ويحيلنا هذا الوضع المتردي للوضعية الصحية للتلاميذ الذين يدرسون في مختلف الأطوار التعليمية إلى طرح سؤال حول الهياكل الصحية التي من المفترض أن تضعها وزارة التربية الوطنية للتكفل بصحة التلاميذ، إذ تشير الإحصائيات التي أعدتها وزارة الصحة بأن قطاع بن بوزيد لا يتوفر سوى على 1703 وحدة للكشف الصحي والمتابعة على مستوى أزيد من 25 ألف مؤسسة تعليمية، من بينها 2000 ثانوية و5000 إكمالية و18 ألف مدرسة ابتدائية، وتفتقد المراكز الموجودة على مستوى بعض المؤسسات التعليمية لأدنى الوسائل التي تمكن الفرق الطبية من أداء مهامها، فضلا عن انعدام الأطباء المختصين.