كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس والرئيس الفلسطيني محمود عباس تحدثا هاتفيا أمس لبلورة مبادرة جديدة تقضي بوقف النار المتبادل ومنع تهريب السلاح للقطاع تمهيدا لاستئناف المفاوضات السياسية. وذكرت مصادر صحافية اسرائيلية ان خلافا حادا نشب بين رئيس الحكومة ووزير حربه عمير بيرتس على خلفية اجراء الأخير اتصالا هاتفيا مع الرئيس عباس. وأوضحت الصحيفة ان الأمر وصل حد الصراخ عندما أبلغ بيرتس رئيس حكومته بفحوى الاتصال الذي دار بينه وبين عباس الذي اقترح وقفا متبادلا للنار، وضرورة الرد بإيجابية على هذا الاقتراح من قبل إسرائيل. وعندها طلب أولمرت من بيرتس عدم الانشغال بالموضوع، وان الأمر لا يتقرر في مكالمة هاتفية من دقيقتين، بل بعد التشاور بين الاثنين ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، ومن ثم يأتون به للحكومة، فرد بيرتس غاضبا: "لست وزيرا للتصفيات فقط. انا مسؤول ليس فقط عن ارتفاع اللهيب، بل أيضا عن المحاولة لإطفاء الحريق الذي يندلع بيننا وبين الفلسطينيين. أنا أقف على رأس حزب يتبنى المفاوضات مع الفلسطينيين والسعي الى حل سياسي للمواجهة بين الشعبين". من جهة اخرى، نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية مزيدا من تفاصيل خطة وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفي حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث وضعت هذه الخطة لتقطع الطريق على الجهود الدولية وخاصة الأوروبية لحل هذا النزاع على أساس قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام. ومما جاء في تفاصيل خطة الجمع ما بين خطتي شارون وأولمرت بشأن الانسحاب من جانب واحد وتجميع المستوطنات ووضع حل وسط يقوم خلاله الطرف الإسرائيلي بالتفاوض مع الشريك الفلسطيني الممثل في شخص الرئيس عباس ويعتمد على الانسحاب من أراضي الضفة الغربية بنسبة 90٪، وتعتمد المرحلة الأولى منه على الانسحاب إلى حدود الجدار وتم عرض هذه الأفكار على ممثلي حماس في لقاء بلندن، وتتناول خطة ليفني تفصيليا الخطوات التالية: - وقف متبادل لإطلاق النار لمدة شهرين أو ثلاث يعقبه إطلاق سراح عدد من المعتقلين. - تعلن إسرائيل بالإقرار بحق الفلسطينيين بإقامة دولة بحدود 67، ثم تجرى مفاوضات تقود إلى الانسحاب الإسرائيلي من 85 إلى 90٪ من الضفة وإخلاء 60 ألف مستوطن، ثم يتم الاتفاق على هدنة تشمل الانسحاب من الأحياء العربية بالقدس باستثناء المسجد الأقصى الذي يؤجل إلى المرحلة الثالثة، ثم يصدر قرار عن الأمم المتحدة يتحدث عن دولة فلسطينية بحدود 67 تعيش بسلام مع جارتها. في هذه المرحلة تتم عملية تبادل أراض ما بين الدولتين بنسبة 11٪ يتم بعدها تطبيق ما تم الاتفاق عليه في مجمل القضايا ولا تتنازل إسرائيل عن عدم حق اللاجئين بالعودة وتسمح لهم بالعودة فقط إلى أراضي الدولة الفلسطينية وأخيرا يتم الاعتراف بدولتين كاملتي السيادة. وجه الناطق الإعلامي باسم كتائب القسام في مؤتمر صحفي امس عقده بغزة، رسالة إلى مستعمري "سديروت" تقول "جئنا نعرض مبادرة لوقف الصواريخ، فيجب عليكم الرحيل، وقيادتكم العسكرية تسعى بكم إلى الفشل، وتكذب عليكم أن الاجتيحات توقف إطلاق الصواريخ". وقال "أبو عبيدة"، الناطق الإعلامي باسم الكتائب: "ان الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن الكتائب تقوم بتطوير قدراتها العسكرية، لا سيما فيما يتعلق بالصواريخ، لافتا النظر في الوقت نفسه إلى الصمت الدولي تجاه مجازر الاحتلال المستمرة. واضاف "ليس سرا أننا نسعى لتطوير قدراتنا العسكرية، ولقد طورنا صواريخ القسام لحد يمكن لها تحديد أهدافها بدقة كبيرة، وهذا ما حصل، ففي أقل من أسبوع هناك قتلى وجرحى ودمار في سديروت". وشدّد المتحدث على أنه كلما ازدادت التوغلات الصهيونية؛ فإنّ القسام ستكثف من قصف "سديروت" وباقي المستعمرات، وأن عمليات القسام "لم تقتصر على قصف الصواريخ.. فجميع الخيارات مفتوحة". وبشأن دعوات قادة جيش الاحتلال للقيام بتوغل كبير في قطاع غزة، قال "إن هذه الدعوات تنطلق من موقع الفشل الذي تعيشه قيادة العدو، فهي ترى كيف تتوغل في أي منطقة ضيقة من القطاع فتجابه بمقاومة شرسة، لذا فإنه ليس من السهل اجتياح القطاع". القسم الدولي