تشهد ولاية إليزي هذه الأيام إقبالا كبيرا وغير مسبوق من مئات السياح الجزائريين، وحتى بعض العائلات القادمة من المهجر أو المقيمة بمختلف ولايات الوطن لقضاء العطلة الشتوية ونهاية السنة الميلادية في عاصمة الطاسيلي أزجر، والتمتع بالطقس الصحراوي الدافئ، وزيارة بعض المناطق السياحية والمناطق الأثرية، إذ هناك من فضلوا التنقل في شكل مجموعات إلى عاصمة الولاية، ومن ثمة التحول إلى أعماق المناطق السياحية كأهرير وميهرو وفضنون وواود جرات التي تتواجد داخل الحظيرة الوطنية للطاسيلي، والتي تضم أكبر متحف على الهواء الطلق بالعالم لاكتشاف جمال الطبيعة الصحراوية، ومعالم أثرية تعود إلى ملايين السنين، وكذا الرسومات الحجرية. * جاءت هذه الكثافة في عدد السياح الجزائريين، خصوصا بعد الحملات الترويجية والسياسات التسويقية التي أطلقت قبل بداية الموسم السياحي 2011 و2012 والتخفيضات في تكاليف السفر من قبل وكالات السياحة، فيما فضّل الكثير التنقل في إطار نوادي وجمعيات خاصة بتبادل الشباب، من جهة أخرى تم تسجيل تراجع مقلق في عدد السياح الأجانب الذين تواجدوا بكثافة كبيرة في السنوات الفارطة، إذ تحددت أسباب تراجع هؤلاء، حسب المختصين في هذا المجال بتردي الأوضاع الأمنية بمنطقة الساحل وتزايد عمليات الاختطاف التي تستهدف الأجانب، وكذا مخلفات الأزمة الليبية التي ألقت بظلالها على دول الجوار، جراء الانتشار الرهيب للسلاح، وكذا تزايد عمليات التهريب والمتاجرة بمختلف أشكال الممنوعات، مما أجبر العديد من السياح الأجانب على إلغاء سفرياتهم لقضاء أعياد الميلاد وتحويلها إلى دول أخرى، إذ تعد منطقة الطاسيلي واحدة من أكثر المناطق استقطابا للسياح في العالم، خصوصا في الموسم الشتوي بالرغم من التطمينات التي أقرتها الحكومة الجزائرية بتشديد الحماية الأمنية وفتح المسالك الصحراوية لتسهيل الحركة والتنقل أمام السياح وتأمين الجولات السياحية.