على غرار كل وحدات القيادة الجهوية للدرك الوطني بقسنطينة، شنٌت وحدات قيادة المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بڤالمة، عمليات ميدانية للأماكن المشبوهة، والمراقص الليلية عبر تراب إقليم الولاية، بمشاركة الشروق اليومي التي رافقت وحدات الكتيبة الإقليميةبقالمة. * كانت الساعة تشير إلى التاسعة ليلا عندما شرع قائد الكتيبة الرائد ميلي لونيس في توزيع المهام وإعطاء تعليماته وتوجيهاته لعناصر الوحدات العاملين في الميدان والمتجمعين في فناء فرقة الأبحاث بحي الإخوة رحابي بڤالمة، والذي تم اختياره للإنطلاق في المهمة التي تزامنت مع إحتفالات ليلة رأس السنة الميلادية مما قد يجعل من المهمة محفوفة بالمخاطر، وبعد أن تم تكليف بعض الفرق لإقامة أربعة حواجز أمنية على مستوى الطرق الوطنية المتواجدة بإقليم الكتيبة، ويتعلق الأمر بالطريق الوطني رقم 20 الرابط بين قالمة وقسنطينة، وكذا الطريق الوطني رقم 21 الرابط بين قالمة وعنابة، إضافة إلى الطريق الوطني رقم 80 الرابط بين سكيكدةوقالمة، انطلق بنا موكب السيارات رباعية الدفع، لتفقد واحدة من المناطق التي ظلٌت وكرا للمنحرفين من متعاطيي الخمور والمخدرات، بمنطقة وادي المعيز بالضاحية الجنوبية للمدينة، وبمجرد وصولنا الى المكان المظلم، وسط الأحراش، سارع رجال الدرك الوطني إلى مداهمة المكان، أين عثروا على بقايا سهرة يكون المولوعون بالخمور قد أحيوها مبكرا، وأنهوها مبكرا أو أنهم لاذوا بالفرار إلى الغابة المقابلة بمجرد مشاهدتهم لسيارات الدرك. المهمة بعدها تواصلت باتجاه بلدية بن جراح، أين قام عناصر فرقة الدرك بمراقبة نشاط إحدى الحانات التي كان زبائنها ملتفين حول طاولاتهم، تحت أضواء خافتة وصوت موسيقى هادئة، مما أوحى بهدوء المكان ومعرفة زبائنه لبعضهم البعض. واصل رجال الدرك مهمتهم والعودة إلى مدينة قالمة عبر منطقة جبل حلوف الغابية والتي اختفى منها باعة الخمور نهائيا بعد سلسلة المداهمات التي ضيقت من خلالها قوات الدرك الخناق عليهم، خلال الأشهر الماضية، وتواصلت مهمتنا بكشف الوجه الآخر للحياة بمداهمة الملاهي الليلية انطلاقا من ملهى حمام برادع الذي خصصت فيه سهرة على أنغام القصبة تمايل على وقعها الأزواج من الشباب وبعض النساء اللواتي قدمن من بعض الولايات القريبة لعرض أجسادهن على الزبائن أو حتى لقضاء ليلة رأس السنة، وقد أخذ رجال الدرك في مراقبة الزبائن الذين كانوا في نشوة تعاطي مختلف أنواع الخمور. وبانتقالنا إلى الملهى الشهير ببلدية قلعة بوصبع، تفاجأنا بأبوابه الموصدة، فعلمنا أن صاحبه فضٌل عدم العمل في ليلة النويل تفاديا لأية حادثة من شأنها التأثير على سمعة الملهى، مما دفعنا إلى التوجه نحو ملهى حمام أولاد علي الذي هو ملهى من طراز آخر، يقف في محيطه العشرات من أعوان الأمن العاملين به والذين لا يسمحون بدخول أي شخص إليه، لأن هذا الملهى تابع لواحد من أشهر المركبات السياحية، وزبائنه من نوع خاص والأماكن فيه محددة وطاولاته محجوزة منذ فترة طويلة لأصحابها الذين ينفقون الملايين من اجل قضاء ليلة رأس السنة الميلادية رفقة عشيقاتهم العاريات الكاسيات اللائي هنٌ من نوع آخر ومن طراز عال، وبرفقة مسير الملهى قمنا بجولة في قاعة الغناء التي كانت تعجٌ بالزبائن والنساء بمختلف أعمارهن من كل حدب وصوبة. وقد كشفت زيارتنا لهذه العلب الليلية التي يجتمع فيها روادها حول مبدأ (زهو الدنيا لا تبدلوا بشقاها)، فإن الكل يختلف حول فكرة تفويت فرصة الاحتفال بليلة رأس السنة الميلادية برفقة العشيقة العارية على وقع احتساء كأس يميل به الرأس ورقص على مختلف أنغام الموسيقى.