تنطلق اليوم الثلاثاء الدورة الثلاثون لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدار الأوبرا المصرية بحضور جمع كبير من نجوم السينما العربية ونخبة من نجوم السينما العالمية. وكانت الأوساط الإعلامية قد تناقلت في المدة الأخيرة أخبارا كثيرة حول المنافسة الشديدة بين مهرجان القاهرة ومهرجان دبي، لكن عزت أبو العوف أكّد على وجود تعاون مع مهرجان دبي وقال إن هناك اتفاقية تآخي ستوقّع قريباً في دبي خلال الدورة الثالثة للمهرجان الإماراتي، منبهاً إلى أن كل ما قيل حول وجود صراع بين المهرجانين كان بسبب معلومات مغلوطة بينما كل المؤشرات والدلائل تقول عكس ذلك. حيث قام المسؤولون على مهرجان القاهرة برفض مشاركة الأعمال العربية التي برمجت في مهرجان دبي أو قرطاج في مسابقتها الرسمية التي يتنافس فيها 18 فيلما من 15 دولة هي الأرجنتين، البرازيل، كندا، التشيك، فرنسا، المجر، الهند، إيران، إيطاليا، إسبانيا، سريلانكا، سويسرا، الصين والمكسيك، لتبقى مصر هي الدولة العربية الوحيدة المشاركة في المسابقة الرسمية وبأربعة أفلام كاملة، وكأن المهرجان يريد أن يكرّس الريادة المصرية للسينما العربية بالقوة، لا لشيء سوى لأنه مهرجان مصري ويجب أن يخدم السينما المصرية بالدرجة الأولى، وهو الشعار الذي رفعه الكثير من مثقفي أم الدنيا في السنوات الماضية وكان ذلك وراء الاضطرابات الكثيرة التي شهدها المهرجان مؤخرا والتغيرات التي حدثت على رأسه من حسين فهمي إلى شريف الشوباشي، وصولا إلى رئيسه الحالي الممثل عزت أبو عوف الذي تولّى مهامه منذ ثلاثة أشهر فقط في ظروف استثنائية، ويبدو أن أشقاءنا المصريين قد انتقلوا إلى مرحلة الهجوم للاحتفاظ بموقعهم على القمة، خوفا من أن يُسحب البساط من تحت أرجلهم كما حدث معهم في الدراما التلفزيونية، أين استطاعت سوريا أن تكسر احتكار مصر لهذه للأعمال. مهرجان القاهرة هذا العام لن يكون وفيا لطابعه الدولي فحتى التكريمات خُصّص الجزء الاُكبر منها للمصريين، وهم الممثل محمود عبد العزيز، يسرا، الموسيقي عمر خيرت ومدير التصوير سعيد شيمي، كما أن لجنة التحكيم التي يرأسها المخرج الأرجنتيني، لويس بوينزو، لم يحصل العرب منها إلا على مقعد واحد للمخرج اللبناني أسد فولادكار، بينما افتكّت مصر لنفسها مقعدين لكل من الممثل خالد النبوي والمخرجة كاملة أبو ذكري وهي مخرجة شابة لا تملك في رصيدها سوى ثلاثة أفلام فقط، وهو ما يطرح ألف سؤال حول أحقِّيتها في التواجد في لجنة تحكيم دولية، وإضافة لكل هذا ينظّم المهرجان قسما خاصا للسينما المصرية تُعرض فيه أفلام أنتجت في العامين الأخيرين، إضافة إلى عرض شرفي لفيلم (المومياء) للمخرج المصري شادي عبد السلام. من جهة أخرى، يهدي المهرجان دورته الجديدة الى روح الروائي المصري نجيب محفوظ الحاصل على نوبل في الآداب عام 1988، كما يصدر كتابا بالعربية والإنجليزية عنوانه "نجيب محفوظ.. ترنيمة حب" لاكتشاف الأديب الذي شارك في كتابة حوالي 25 فيلما وأنتجت السينما من إبداعه أكثر من 40 فيلما. ويتضمن تكريم محفوظ عرض فيلم وثائقي أخرجته المصرية سميحة الغنيمي يتناول حياته وأهم الجوائز التي نالها ومشاهد من أبرز الأفلام المأخوذة عن أعماله. كما يُعرض أيضا فيلمان مأخوذان عن روايتين له هما (السمان والخريف) و(ثرثرة فوق النيل). وضمن اختيار سينما أمريكا اللاتينية كضيف شرف للمهرجان، خُصص قسم عنوانه (إجلالا لنجيب محفوظ) ويُعرض فيه الفيلمان المكسيكيان المأخوذان عن روايتيه (بداية ونهاية) إنتاج 1993 و(زقاق المدق) إنتاج 1994. المهرجان الذي يستمر حتى الثامن من ديسمبر المقبل تشارك فيه الدول العربية بأكثر من 20 فيلما في عدد من الأقسام كلها خارج المسابقة الرسمية، وتتنافس في قسم مسابقة الأفلام العربية ثمانية أفلام هي (التلفزة جاية) و(بين الوديان) من تونس و(حنين) من دولة الإمارات العربية المتحدة و(أشواك القلب) من المغرب و(فلافل) من لبنان و(ألبوم) وهو أول فيلم عماني و(كيف الحال) من السعودية، وتشارك الجزائر وللاسف الشديد بالفيلم المهزلة (بركات) للمخرجة جميلة صحراوي. كما يعرض المهرجان خارج أقسام المسابقة أفلاما عربية منها (خشخاش) للتونسية سلمى بكار و(خوانيتا بنت طنجة) للمغربية فريدة بن اليزيد و(أبواب الجنة) للمغربيين عماد وسهيل نوري و(علاقات عامة) للسوري سمير ذكري و(السكان الأصليون) للجزائري رشيد بوشارب و(انتظار) و(حتى إشعار آخر) للفلسطيني رشيد مشهراوي و(عبور التراب) للعراقي شوكت أمين كوركي. وينظّم المهرجان بانوراما للسينما اللبنانية تعرض فيها أفلام (بوسطة) و(يوم مثالي) و(زنار النار) و(صباح) و(الارض المجهولة). هذا وتراهن إدارة المهرجان على الحضور المكثّف للنجوم الأجانب في حفل افتتاح المهرجان لإنجاح فعالياته، حيث يُنتظر وصول النجم داني جلوفر من أمريكا، وجاكلين بيسييه من إنجلترا، ومن إيطاليا مانويللا اركوري، وكارتينا فيرتوفا، ومن الأرجنتين ميا مايسترو وزميلتها مارتينا جوسمان، والممثل الأرجنتيني نيكولاس مايتو والنجمة المكسيكية مايا ويل ديل مونت، حيث اختار المهرجان تكريم سينما أمريكا اللاتينية في دورته الحالية. سمير بوجاجة: [email protected]