قال والد الجاسوس الروسي السابق ألكسندر ليتفينينكو في مقابلة نشرتها أول أمس الإثنين، صحيفة "كوميرسنت" الروسية إن نجله الذي توفّي مسموما في لندن طلب قبل وفاته أن توارى جثته وفق التقاليد الإسلامية. وقال فالتر ليتفينينكو والد الجاسوس الراحل "قلت له في المستشفى، بُنيّ لقد أشعلت من أجلك شمعة في كنيسة سانت سيرج في رادونيج وصليت من أجلك، وردّ علي، أبي أريد أن أُدفن وفق الشعائر الإسلامية." وكان موقع إلكتروني للمقاتلين الشيشان قد أشار بُعيد وفاة الجاسوس إلى أن ليتفينينكو قد اعتنق الإسلام، حيث قال ممثل المقاتلين الشيشان اللاجئ في لندن أحمد زكاييف لصحيفة "ديلي تلغراف" السبت الماضي، "قمنا بتلاوة آيات من القرآن عليه قبل وفاته". وأضاف زكاييف "لقد قال ليتفينينكو لزوجته وأسرته بأنه يريد أن يدفن وفق التقاليد الإسلامية". واتهم والد الجاسوس السابق روسيا بالضلوع في عملية تسميم ابنه، قائلا "لا يساورني أدنى شك في ضلوع الأجهزة الروسية الخاصة التي فعلت ذلك بتصريح من الرئيس فلادمير بوتين". وردا على سؤال بشأن معلومات تداولتها الصحف البريطانية عن احتمال مقتل الكسندر ليتفينينكو بأيدي عملاء سابقين في المخابرات الروسية، اعتبر والد القتيل أن ذلك "غير صحيح". وأضاف بأن أي منظمة لمقاتلين سابقين لا تجرؤ على قتل عميل سابق لأجهزة المخابرات، مؤكدا بأن المسألة لا تزيد عن أمر صادر من أعلى مستوى". ونشرت "ديلي تلغراف" نهاية الأسبوع الماضي، وثيقة تتهم الأجهزة السرية الروسية ومجموعة محاربين قدامى أطلق عليها اسم "كرامة وشرف" يقودها الجنرال الروسي فالنتين فليتشكو بأنها سعت إلى قتل العديد من الأشخاص الذين اعتُبروا مضرين بالمصالح الروسية. وأكد والد الجاسوس ليتفينينكو أن نجله "يعرف من قتل آنا بوليتكوفسكايا" الصحافية الروسية المعارضة التي اغتيلت في 7 أكتوبر في موسكو، قائلا "كان بإمكانه تقديم شهادته عن جرائم أخرى للأجهزة السرية الروسية، خصوصا في شمال القوقاز". على صعيد آخر، رفضت السلطات الروسية السماح لمحققي الشرطة البريطانية سكوتلنديارد باستجواب الجاسوس الروسي السابق المقدّم ميخائيل تراباشكين الذي تحتجزه السلطات الروسية في سجن "نيجني تاغيل" منذ العام 2004 والذي تتهمه بتسريب معلومات سرية إلى جهات أجنبية. وقد انتقلت سكوتلنديارد إلى بريطانيا الإثنين الماضي، للتحقيق مع تراباشكين بشأن وفاة ليتفينينكو، حيث كان هذا الأخير قد وجّه رسالة في العشرين من نوفمبر الفارط، إلى ليتفينينكو يقول له فيها بأن معلومات بلغتْه تفيد بوجود فريق روسي خاص مهمته تصفية ليتفينينكو اللاجئ في لندن، وهي الرسالة التي نشرت الجمعة الماضي. وفي موضوع ذي صلة، نفى الأطباء الإيرلنديون الذين أشرفوا على معالجة رئيس الوزراء الروسي الأسبق "إيغور غيدار" أن يكون المرض الذي يعانيه هو نتيجة لتسممات من مواد مشعة، في محاولة للفصل بين وفاة ليتفينينكو ومرض غيدار، حيث كان غيدار قد سقط مريضا في إيرلندا يوما بعد وفاة ليتفينينكو، وقد أوضحت السلطات الصحية الإيرلندية بأنه لا توجد أية آثار لمواد مشعة في الناحية التي زارها غيدار، مما ينفي وجود علاقة بين الحادثتين. ولاتزال شرطة سكوتلنديارد التي تنقلت إلى روسيا تجري مساع كبيرة من أجل استجواب تراباشكين، الذي تقول محاميته بأن السلطات الروسية كانت قد وعدت بالتعاون مع البريطانيين في التحقيق، لكنها تراجعت عن وعدها، معتبرة هذا اللقاء "أمرا غير ممكن أبدا". و قد أوضح والد ليتفينينكو في مكالمة هاتفية مع وكالة الأنباء الفرنسية بأن ابنه ألكسندر سيوارى التراب بعد غد، الجمعة، في مقبرة المسلمين بلندن، تماما مثلما طلب قبل وفاته. و لم يكشف والد الجاسوس الروسي عن المقبرة التي سيدفن فيها ابنه، قائلا " سأترك الخيار لشرطة لندن التي ستحدد في أي مكان سيُدفن ابني". و أكّد الوالد بأن جنازة ألكسندر ستكون وفقا للشريعة الإسلامية و سيحضرها أفراد من عائلته و جمع من أصدقائه المسلمين. تجدر الإشارة إلى أن الجاسوس الروسي السابق ألكسندر ليتفينينكو كان توفي في 23 نوفمبر الفارط، في العاصمة البريطانية لندن مسموما بمادة "البولونيوم 210" المشعّة، حسب تحقيقات سكوتلنديارد، وقد توجهت أصابع الاتهام إلى المخابرات الروسية على خلفية العداء بين ليتفينينكو وروسيا، وتحديدا عداءه للرئيس بوتين الذي كان رئيسا سابقا لجهاز الاستخبارات الروسي "كي جي بي". كما يأتي الإعلان عن خبر إسلام ليتفينينكو ليعطي القضية أبعادا أخرى، إذ من المحتمل أن يكون ليتفينينكو قد تعاون مع المقاتلين الشيشان الذين يسعون إلى استقلال بلادهم عن روسيا، وهو الأمر الذي سيجعل من مسألة اغتياله قضية تستحق المتابعة في وجود معطيات جديدة كهذه. ح. هدنة/الوكالات