طالب عمال المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بولاية جيجل، في رسالة بعثوا بها إلى مدير الصحة والسكان بالولاية، ضرورة تسديد أجورهم الشهرية التي لم يتحصلوا عليها بعد وذلك منذ عشرة أشهر كاملة، مناشدين بذلك الجهات الوصية التدخل العاجل. وذلك بهدف القضاء على معاناتهم التي أرقتهم وباتت تزداد يوما بعد يوم، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك الذي يتطلب الكثير من المصاريف والذي تزامن من قبل مع شهر رمضان المبارك، عيد الفطر المبارك ومصاريف الدخول الاجتماعي. هذا وقد حملت الرسالة المذكورة أعلاه صرخة مدوية لهؤلاء العمال، الذين تم توظيفهم في إطار التعاقد بنظام الساعات، هذه الصرخة عكست بجلاء حجم المعاناة التي يكابدها هؤلاء، والتي تفوق حدود الوصف حسب تعبير العمال، حيث لم يتحصلوا على فلس واحد منذ شهر جانفي من السنة الجارية، وهو ما أدخل أسرهم في دوامة من المشاكل المالية لا سيما خلال شهر رمضان وكذا الدخول المدرسي، ولعل ما زاد من تعقيد وضعية هؤلاء العمال هو أن أغلبهم من النساء المطلقات، اللواتي وجدن أنفسهن مجبرات على الاستدانة ومد أيديهن لتدبير قوت أسرهن بكل ما ترتب عن ذلك، وتضمنت الرسالة أيضا معاناة نفسية كبيرة مررن بها هؤلاء النسوة. هذا وتساءل أصحاب الرسالة عن الأسباب التي جعلت الجهات المسؤولة تتأخر في تسوية أجورهم طيلة عشرة أشهر كاملة، خاصة في ظل غياب سبب مقنع لهذا التأخر الذي لم يجدوا له تفسيرا، مطالبين مدير الصحة والسكان بضرورة التدخل العاجل لصرف رواتبهم، ووضع حد نهائي لمعاناتهم قبل حلول عيد الأضحى المبارك، خاصة وأن عدم حل الإشكال المطروح قبل المناسبة المذكورة سيكون بمثابة حكم بالإعدام على أسر هؤلاء العمال، الذين باتوا يبحثون عمّن يزرع البسمة على شفاههم بعدما كانوا السباقين إلى زرعها على وجوه المرضى.