تواطأ بعض الجزارين والتجار مع شبكات المافيا لاستنزاف الثروة الحيوانية وسرقة المواشي تحسبا لعيد الأضحى الذي لا يفصلنا عنه إلا أسابيع قليلة، وعملوا على زرع الرعب في أوساط الموالين بالمناطق الرعوية التي أضحت على موعد مع سلسلة من السرقات أرقتهم وأفقدتهم الأمن على ممتلكاتهم. وحسب المقدم «قريش بوزيان» قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني بالمدية فإن مصالحه اعتمدت خطة محكمة خاصة مع اقتراب عيد الأضحى، تتمثل في برمجة المزيد من الحواجز ونقاط المراقبة على جميع الطرق المؤدية للولاية، حيث تم تفكيك 19 شبكة مختصة في سرقة المواشي، أوقف على إثرها 60 شخصا وأودع منهم 54 الحبس الاحتياطي، وأطلق سراح 06 أشخاص، مضيفا أن أغلب القضايا سجلت بأقاليم قصر البخاري، البرواقية، عين بوسيف، سيدي نعمان، شلالة العذاورة، وكان آخرها تلك التي وقعت منذ يومين بدائرة عين بوسيف، حيث تمكنت عنصر الدرك بالولاية من تفكيك شبكة أقدمت على سرقة أكثر من 40 رأس ماشية، مضيفا أن هذه السرقات تمت خلال طول أيام السنة وتتفاقم خلال شهر رمضان وعند اقتراب عيد الأضحى. وكشف المقدم «قريش بوزيان»، خلال عرضه لحصيلة نشاط تدخل وحداته خلال الأشهر التسعة الماضية، أن التحقيقات في القضايا ال19 المعالجة بينت بأن معظم السرقات تتم بتواطؤ الجزارين، مصنفا نوعين من الجزارين المتورطين في قضايا السرقة فمنهم من هو متورط في السرقات عن طريق تشكيل شبكة قد تمتد جذورها إلى خارج تراب الولاية، ومنهم من يشتري المسروقات من أحد أفراد الشبكات بغير قيمتها الحقيقية، حيث أن الجريمة قائمة ضدهم سواء بالسرقة أو إخفاء المسروقات وهي جنحة بحد ذاتها. وأشار المقدم «قريش» أنه وحسب تحليلات الدرك فإن 80 بالمائة من المتورطون في سرقة المواشي مسبوقون قضائيا يترصدون أية زريبة معزولة وبدون حراسة، وفي هذا الإطار دعا ذات المسؤول من أصحاب الماشية إلى أخذ المزيد من الحذر عن طريق توفير الحراسة ليلا لتأمين ماشيتهم، مؤكدا اتخاذ مصالحه مجموعة من الإجراءات والتدابير الاحترازية للحد من ظاهرة سرقة المواشي واستنزاف الثروة الحيوانية وذلك من خلال الاعتماد على خطة محكمة، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى، تتمثل في برمجة المزيد من السدود ونقاط المراقبة من طرف الوحدات على جميع الطرق المؤدية للولاية وتنظيم مداهمات بأسواق الجملة، وكذا مراقبة عملية نقل الماشية عن طريق فتح سجلات على مستوى الحواجز تدون فيها كل المعلومات الخاصة بالماشية وهوية المركبة. وستنطلق مصالح الدرك بولاية المدية في تنفيذ هذا المخطط خلال الأسابيع المقبلة خاصة مع اقتراب عيد الأضحى أين تكثف هذه الشبكات من عمليات السرقة . من جهة أخرى وفي مساعيها للحد من مخالفات المرور، ومحاربة عصابات سرقة السيارات اقتنت قيادة الدرك الوطني أحدث التجهيزات لمراقبة حركة المرور وترصد السيارات المسروقة، بفضل جهاز «بروفيدا» المثبت على سيارات من نوع «سوبارو»، حيث يختلف هذا الجهاز الحديث عن سابقة، خاصة وأنه يلتقط شريط «فيديو» بدل صورة، ويقوم بترصد السرعة التي قام بها السائق من مسافة تتراوح بين 200 إلى 250 متر وهو الأمر الذي يدعم أدلة رجال الدرك اتجاه السائق. ويحمل جهاز «بروفيدا» بنك معلومات مسجل به ترقيم أكثر من 6 ملايين سيارة إذ وبفضل التقنيات العالية التي يتمتع بها يمكن أن يعرف أي سيارة مسروقة تمر بالطريق، مما سيساهم حسب المسؤوليين في كشف مختلف الشبكات الإجرامية المختصة في سرقة السيارات، وخلال تسعة أشهر من سنة 2010 ارتفع عدد التعريفات ب: 6811 مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2009، منها 155 إيجابية بفضل جهاز «بروفيدا» المثبتة على سيارات السلاح نوع «سوبار» وتم التعرف وإيقاف 03 مركبات محل بحث إثر تعرضها للسرقة، كما ارتفع أيضا عدد الأشخاص الموقوفين التي حجزت بصماتهم ب 37 شخصا مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2009.