يلاقي مسؤولو مكاتب الوقاية الصحية التابعة للبلديات مشاكل خلال عمليات معالج الآبار المائية داخل المدن والقرى خاصة الآبار المنزلية منها، حيث يبقى خطر بروز أمراض المتنقلة عبر المياه قائما ويأتي في مقدمتها داء "التفوئيد" بسبب عدم معالجة أصحاب تلك السكنات لأبارهم المنزلية. حيث أنه كثيرا ما يعمد بعض السكان إلى إنجاز آبار داخل سكناتهم دون أن يكلفوا أنفسهم عناء الحصول على ترخيص تجيز لهم الحفر من عدمه، وهو ما يجعلها غير مقيدة لدى مصالح الوقاية ومن ثمة فهي لا تخضع لعمليات المراقبة والمعالجة، علما أن البلديات تباشر عمليات مراقبة الآبار ومعالجتها سنويا، وفي هذا الصدد نشير أنه وببلدية تيارت تم إحصاء نحو 3 آلاف بئر موزعة عبر 5 مقاطعات بالبلدية تتم عملية مراقبتها ومعالجتها سنويا، أين توضع لها عقب ذلك أقراص "الكلور" التي تبقى تكليفها باهضة بالنسبة لأصحاب تلك الآبار، حيث تصل القيمة المالية للقرص الواحد 120دينارا وكل بئر يستلزم وضع به 4أقراص، وهذا دون ذكر المواد الأخرى التي تجنب السكان مخاطر تنقل الأمراض من مياه الآبار. وليس ببعيد عن هذا، نشير أنه وخلال السنوات القليلة الماضية خلف تلوث مياه بئر بحي الجامعة بتيارت إصابة عدد من المواطنين بحمى الأمعاء والتفوئيد، أين تبين أن ذلك البئر الذي يقصده الكثير من المواطنين لأجل الانتفاع بمياهه للشرب لم يخضع للمعالجة، ويبقى التخوف من حدوث مثل ما حدث سنة 2002 بمدينة تيارت، أين أصيب المئات من المواطنين بالتفوئيد جراء تلوث مياه منبع "عين الجنان" الشهير بمياه الصرف الصحي، والتخوف من انتقال الأمراض عبر هذه الآبار يبقى قائما خاصة وأنها أنجزت دون ترخيص زيادة على أنها لم تخضع للمراقبة والمعالجة أصلا، وتبعا لذلك تحذر المصلح المعنية من مخاطر استهلاك مياه الآبار التي لا تخضع للمعالجة بالنظر إلى ما تمثله من تهديد على صحة مستهلكيها.