بالتّعاون مع الجمعية الثقافية "محمد إيغربوشان"احتضنت دار الثقافة بتيزي وزو يومان مسابقة في الآلات الموسيقية مهداة لروح الموسيقار العالمي الرّاحل محمد إيغربوشان وذلك بمشاركة عدد من تلاميذ المعاهد والمدارس الموسيقية عبر الوطن. ويتمثل الهدف المرجو من تنظيم هذه التظاهرة الفنية المبادر إليها من طرف مديرية الثقافة لتيزي وزو في" تعميم مفهوم الموسيقى الكلاسيكية في إطار التمهيد لفتح معهد موسيقي في تيزي وزو" مع العمل بالموازاة على "إعادة اكتشاف أعمال ومسار هذا النابغة العالمي في الموسيقى الكلاسيكية" بغرض التأسيس لجائزة في هذا النوع الموسيقي تحمل اسم "محمد ايغربوشان" استنادا للجهة المنظمة... ويرتقب وفقا للبرنامج المسطر لهذه المسابقة أن يتنافس المشاركون ضمن ثلاث فئات هي "العزف الفردي" و"الزّوجي" و"في مجموعات من ثلاث عازفين" وذلك في آلات البيانو والقيثارة والمزمار والعود. كما يتضمن البرنامج تنشيط حفلات موسيقية كلاسيكية من بينها حفل مخصص لأعمال ايغربوشان إلى جانب محاضرات ينشطها أخصائيون في الموسيقى وتنظيم عروض فنية عدة على أن تختتم التظاهرة بزيارة إلى المنزل العائلي لمحمد ايغربوشان بقرية آيت وانش لبلدية أغريب (70 كلم شرق تيزي وزو). وقد ولد الفنان ايغربوشان عام 1907 بدائرة أزفون. ومثل بجدارة دور أحسن سفير للموسيقى الجزائرية في العالم الغربي حيث تميز بمهاراته الفنية سيما بلندن حيث كان رواد قاعات العرض يسمونه " ايغور بوشان" ظنا منهم أنه من أصل روسي نظرا للتشابه الموجود في نغمة اسمه مع اللغة الروسية. وكان للحظ والصدفة دور كبير في بزوغ نجم إيغربوشان في فضاء الموسيقى الكلاسيكية العالمية حيث شاء القدر أن ينتقل والداه للإقامة في العاصمة أين بلغ عزفه على المزمار مسامع أحد جيرانهم في القصبة وهو الكونت "فرازير روث " الذي قرر التكفل بموهبته الفنية الفتية. وانتقل ايغربوشان وهو في 15 من عمره إلى انكلترا رفقة هذا الرجل الراعي للفنون والآداب الذي سجله كتلميذ في معهد "نورتون" للعاصمة لندن لمواصلة الدراسات الأكاديمية في الموسيقى تحت إشراف البروفسور لفينستون. وهناك في العاصمة الانكليزية تعلم الشاب الجزائري الفلسفة والموسيقى الغربية قبل أن يتم قبوله لاجتياز مسابقة دخول الأكاديمية الملكية للموسيقى ليدخل عام 1924 معهد فيينا للموسيقى(النمسا) حيث تعمق أكثر في دراساته للموسيقى الكلاسيكية. وبدأ نجمه في البزوغ ابتداء من عام 1925 حيث نشط حفلا موسيقيا على ضفاف بحيرة "كونستانس دو بريغانزا" بالنمسا أين لقي إعجاب الجمهور بفضل عزفه لقطعتين مغربيتين عن مواضيع جزائرية وهي "كابيليا رابسودي رقم 9" و"أرابيك رابسودي رقم 7". والى جانب حسه الموسيقي الفريد كان الفنان ايغربوشان يتقن عدة لغات ويحب الأسفار حيث انتقل إلى عديد البلدان كإيطاليا وسويسرا وألمانيا وحتى الولاياتالمتحدةالأمريكية حيت زار معقل السينما الأمريكية "هوليود" ليهديها عددا من المقطوعات الموسيقية الخاصة بالأفلام. وخلف الفنان محمد ايغربوشان حوالي 600 مقطوعة موسيقية من مختلف الأنواع تضمنت أغاني وسيمفونيات وألحان وموسيقى للأفلام هي حاليا موزعة عبر مختلف أقطار العالم.