انطلقت أوّل أمس، بالمعهد الوطني العالي للموسيقى فعاليات الدورة الثالثة لأوركسترا الشباب العربي الفلهارمونية بمشاركة عدد من الدول العربية من بينها الكويت، سوريا، فلسطين، مصر والسودان، ليكون هذا الموعد الثالث تكريما لمحمّد اقربوشن وبوجمية مرزاق. الانطلاق ميّزه معرض للصور الفوتوغرافية التي تحكي مسار شخصيتين بمصيرين مختلفين لكن متكاملين بهدف واحد هو إعلاء الفن الجزائري وتثمينه عبر المحافل الوطنية والدولية، إذ تضمّن المعرض قصاصات صحفية، نوتات موسيقية وشهادات، كما شمل أيضا عرض عدد من الآلات الموسيقية التقليدية مثل "الربابة" و"الطازورة"، وتمنى بالمناسبة المدير العام الجديد للمعهد الوطني العالي للموسيقى السيد عبد الكريم بلعربي أنّ تكون هذه الدورة الثالثة بأرض الأخوة والمحبة ناجحة بكلّ المقاييس، وتكون أيضا في مستوى الطموحات في تحفة من تحف الجزائر المعمارية. الافتتاح عرف أيضا تقديم مقاطع موسيقية من الخزّان الجزائري من قبل الجوق السنفوني الوطني بقيادة المايسترو رشيد ساولي على غرار التوليفة الموسيقية "الهقار" للموسيقار عبد الوهاب سليم، "يما قوراية" و"واحد الغزيّل". دورة الجزائر لأوركسترا الشباب العربي الفلهارمونية ستستمر إلى غاية 27 نوفمبر الجاري بحيث سيحيي الجوق الموسيقي المتكوّن من 35 موسيقيا شابا جزائريا و28 آخرا حفلا موسيقيا يشترك في قيادته كل من المايسترو الجزائري رشيد ساولي وقائد الجوق المايسترو المغربي جليل شراف، تحمل العديد من المحطات الإبداعية أهمّها التدرّب طوال عشرة أيام على برنامج لتكريم اسمين فنيين جزائريين تركا بصماتهما على المشهد الموسيقي هما محمد إقربوشن وبوجمية مرزاق، وهو التكريم الذي سيحتضنه المسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشطارزي" يوم الخميس السابع والعشرين نوفمبر الجاري. أوركسترا الشباب العربي الفلهارمونية ترمي إلى جمع أكبر عدد ممكن من الطلبة العرب لانجاز عمل مشروع فني ثقافي عربي مشترك كبير يكون بمثابة واجهة حضارية عربية أمام دول العالم، إضافة إلى كونه فرصة كبيرة للارتقاء بالمستويات الفنية والعلمية للطلبة ومشروعا يوطّد العلاقات الثقافية والاجتماعية والإنسانية فيما بينهم، علاوة على جعله سبيلا للتعاون الثقافي والفني وتبادل الخبرات بين المعاهد والجامعات وكذا الأكاديميات العربية حيث تتكوّن الأوركسترا هذه من طلبة نصفهم جزائريون ونصفهم الآخر من جنسيات عربية مختلفة لتجسّد بذلك أحد رموز التوحّد العربي المنشود. وتعدّ أوركسترا الشباب العربي الفلهارموني حالة من التوحّد والتضامن، ففي صيف 2006 كان مولد أول أوركسترا عربى، جمع قرابة مائة فتى وفتاة من شباب مختلف الدول العربية، بعد أن كان حلما يراود عددا من الموسيقيين العرب ليكون نوعا من التوحد الحضاري في مواجهة التفكك والتفرقة المسيطرة على عالمنا اليوم، وهو أيضا محاولة لإيجاد حالة من التضامن وتوطيد العلاقات الوطنية الحميمية بين الشباب العربي، كما أنّه يمثّل وحدة وطنية فنية ثقافية تجمع شبابا من مختلف أرجاء الوطن العربي الكبير. أقيمت الدورة الأولى لهذه الأوركسترا في العاصمة السورية دمشق عام 2006، والدورة الثانية للاوركسترا احتضنتها جامعة بون الألمانية، حيث قدّمت حفلها الأوّل في افتتاح مهرجان شومان الدولي ثمّ افتتحت المهرجان الدولي للشباب المبدع بمدينة بايرويت، كما قدّمت حفلا بمدينة شتايناخ بافاريا الألمانية أيضا ولقد لاقت عروض الأوركسترا والتي تضمّنت مقطوعة "أشواق" للمايسترو الجزائري سليم دادة تجاوبا ونجاحا كبيرين بشهادة وسائل الإعلام.