أحصت مؤخرا مديرية النشاط الاجتماعي التي تتولى حاليا معظم برامج التشغيل بالولاية، ما يصل إلى أكثر من 65 ألف بطال ينتظرون التوظيف منهم 18 ألف إطار جامعي، رغم مختلف برامج التشغيل المستحدثة من قبل الدولة للتخفيف من حدة البطالة التي تتزايد عام بعد عام، في ظل تخرج دفعات جديدة من مختلف التعليم العالي ومراكز التكوين المهني، ناهيك عن محدودي وعديمي المستوى من مختلف الفئات وخاصة في المناطق الريفية والفقيرة. ورغم العدد الكبير لطلبات العمل المقدم لذات المصالح فإن عدد المناصب المالية الممنوحة للمديرية خلال السنة الجارية، في إطار برنامج المساعدة على الإدماج المهني لم تتعد ال 3593 منصب عمل، تم توزيعها بنسبة كبيرة على بلديات الولاية البالغ عددها 35 بلدية منها 1797 منصبا موجها لعديمي المستوى فيما تتوزع البقية على الإطارات الجامعية من حاملي شهادات الليسانس، تقني سامي والهندسة، حيث أضحت اليوم عروض العمل المقدمة بالولاية لا توفر أكثر من 11 ألف منصب شغل، تتشكل معظمها في القطاعات العمومية الإدارية ومختلف البرامج المستحدثة من قبل الدولة، في وقت يغيب فيه القطاع الاقتصادي والذي لم يعرض أكثر من 3 آلاف منصب شغل في معظمها محددة المدة ومؤقتة موزعة على عدد لا يتجاوز 40 مؤسسة اقتصادية معظمها في القطاع العمومي. ويجد المتخرجين من الجامعات صعوبة بالغة في الظفر بمنصب شغل في إطار البرامج المستحدثة مؤخرا كبرنامج المساعدة على الإدماج المهني الذي جاء ليعوض البرنامج السابق والمعروف بعقود ما قبل التشغيل حيث لم تزد حصة الولاية عن 3300 منصب عمل تزد مقابل 18 ألف جامعي مسجل لدى مديرية النشاط الاجتماعي، كما يشتكي هؤلاء الجامعيين من محدودية فترة عقود هذه البرامج التي لا تزيد عن 12 شهرا غير قابلة للتجديد، وهو ما يضيع على هؤلاء الإطارات فرصة اكتساب تجربة كافية أو إمكانية الإدماج في الهيئة المستخدمة، كما لم تزد بقية البرامج الأخرى المستحدثة كبرنامج الجزائرالبيضاء الذي يدخل عامه الرابع يقضي بإنشاء مؤسسات صغيرة يخصص نشاطها لمجالات النظافة والحفاظ على المحيط وإعادة إنشاء المساحات الخضراء بمساعدة عدد كبير من المؤسسات الخاصة بالتعاون مع السلطات المحلية، بقرض من وكالة التنمية الاجتماعية عن طريق اتفاقية تبرم مابين المؤسسة وصاحب المشروع الذي يمكن أن يحوله إلى مؤسسة خاصة مستقبلا، كما أن المشروع يشمل نشاطات أخرى لم تلقى الإقبال بعد لاتجاه معظم الشباب إلى الاستثمار المباشر، ويشمل المشروع 07 أنشطة خاصة بجمع النفايات والعمل على تصنيفها وتحويلها إضافة إلى ترقية سلات المهملات وتسريح قنوات وتطهيرها إضافة إلى إنشاء مؤسسات خاصة بجمع وإعادة الزجاج والبلاستيك والمعادن الحديدية والورق، وهي كلها نشاطات لم تستهوي شباب المنطقة بعد، حيث حقق هذا البرنامج 618 منصب شغل عبر 66 عملية قام بها شباب عبر بلديات الولاية، وخاصة تلك التي لا تتوفر على أنشطة اقتصادية أو تجارية، كما حقق برنامج التنمية الاجتماعية هو الآخر ما يصل إلى 335 منصب عمل عبر 54 عملية جوارية مست في معظمها المناطق الريفية والنائية. وفي الحصيلة السنوية للشغل تشير الإحصائيات المقدمة من ذات المصالح إلى إنشاء أكثر من 39 ألف منصب شغل منها 10 آلاف و926 منصب شغل دائم، وهي تقريبا غير بعيدة عن تلك المحققة في سنة السنوات السابقة الأمر الذي يرفع من الطبقة المشغلة إلى أكثر من 60 بالمائة إلا أن نسبة الطبقة غير النشطة تبقى في حدود 11.07 بالمائة بما يمثل 55 ألف و484 شخصا غير بعيدة عن النسبة الوطنية التي هي تقريبا في نفس النسبة11 بالمائة.