قالت وزارة الداخلية التونسية يوم أمس أن شخصين قتلا فيما أصيب عدد آخر بينهم ثلاثة رجال شرطة حالتهم خطيرة، وذلك بعد اشتباكات عنيفة الليلة الماضية في مدينة "تالة" الواقعة قرب الحدود الجزائرية، في استمرار لحركة الاحتجاجات ضد تفاقم البطالة التي اندلعت الشهر الماضي. وقال بيان لوزارة الداخلية أن الشرطة فتحت النار بعد تحذيرات لبعض المتظاهرين بعد أن هاجمت مجموعات محطة للوقود، وفرعا محليا لإدارة التجهيز ومركزي شرطة بالزجاجات الحارقة، وأضاف أن "الشرطة استعملت السلاح للدفاع الشرعي عن النفس، وقد أسفر ذلك عن مقتل اثنين من المهاجمين وإصابة ثمانية منهم بجروح متفاوتة، كما أدى ذلك إلى إصابة العديد من الأعوان "قوات الأمن" بحروق وجروح من بينهم ثلاثة في حالة خطيرة"، وهذه أعنف اشتباكات تحدث منذ اندلاع احتجاجات نادرة الحدوث في البلاد الشهر الماضي، وقال شهود ل"رويترز" أن الاشتباكات التي وقعت الليلة الماضية كانت عنيفة بعد أن احرق متظاهرون مقر إدارة التجهيز الحكومية، وأن الشرطة استعملت خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع قبل أن تفتح النار بعد ذلك على المحتجين. وفي مدينة "القصرين" المجاورة أكد شهود عيان أن الشرطة فتحت النار على المتظاهرين، وأن المواجهات العنيفة التي جرت مساء السبت خلفت عدة جرحى، وقال شهود في المدينة ل"رويترز" عبر الهاتف أنهم شاهدوا ثلاثة قتلى على الأقل في المدينة، وأن سيارات الإسعاف تنقل المصابين إلى المستشفى المحلي، في حين مازالت المواجهات مستمرة بين المحتجين والشرطة التي قالوا إنها تطلق النار على المتظاهرين. ولم يصدر أي تعليق حكومي على هذه الحصيلة في "القصرين" ورفضت مصادر بمستشفى "القصرين" الرد عن أي استفسارات عن الضحايا.