منع استيراد أي نوع من الأدوية المماثلة ل «رومافاد» اتهم وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات «جمال ولد عباس» أطرافا أجنبية بمحاولة تشويه سمعة الجزائر وزعزعة استقرار الدولة، من خلال نشر أخبار كاذبة تتعلق بوجود دواء خطير للأنفلونزا الموسمية يباع في الصيدليات، يتضمن محتويات علاج مخصص لأمراض القلب، مؤكد أن هذه الحملة مست بأمن الدولة باعتبار أن قطاع الصحة والصيدلة حساس للغاية. وأكد «ولد عباس»، خلال ندوة صحفية نظمها مجمع «صيدال»، أن المجمّع سيرفع دعوى قضائية لمتابعة كل الذين كانوا وراء الحملة الشرسة التي شنتها بعض الأطراف ومست بأمن الدولة، باعتبار قطاع الصحة قطاعا حساسا للغاية، في محاولة منها لزعزعة استقرار البلاد، حيث صرح الوزير أن مجمع «صيدال» يعد بمثابة أداة أساسية تستعملها الدولة الجزائرية في تسيير سوق الدواء عبر كامل مناطق التراب الوطني، بهدف التخلص من تبعيتها للخارج وتحقيق تغطية 70 بالمائة من السوق الوطنية عن طريق الإنتاج المحلي. وأشاد وزير الصحة بأن الخبرة التي يمتلكها هذا المجمّع في مجال صناعة الدواء كبيرة، فقد تمكنت «صيدال» من منافسة أقوى المخابر العالمية في إنتاج الأدوية وهو الأمر الذي جعل المجمع مستهدفا من قبل عدة منافسين من الخارج لهم يد في حملة التشويه التي طالت سمعة المجمع، مشيرا إلى أن الإشكال المطروح حاليا لا يخص مجمع «صيدال» لوحده، بل هو مشكل وطني يجب إيجاد حل جذري له. وأوضح «ولد عباس» أنه تلقى شخصيا رسالة قصيرة «أس أم أس» على هاتفه النقال، مفادها وجود دواء قاتل يباع في الصيدليات يسوق بالعلامة «رومافاد» وهي الرسالة ذاتها التي تلقاها معظم إطارات المجمّع والمواطنون، مضيفا أن أطرافا مجهولة شنت حملات إعلامية واسعة عبر الشبكات الاجتماعية على شبكة الأنترنت ونشرت رسائل كاذبة على «فايسبوك»، معتبرا في السياق ذاته أن هذا الأمر خطير جدا كون أن جهات خارجية تريد زعزعة الدولة الجزائرية لاسيما وأنها استهدف المواطنين وحاولت التلاعب بمواضيع تتعلق بصحتهم. وجدد وزير الصحة أن مجمع «صيدال» هو ثمرة جهود الدولة في تطوير سوق إنتاج الدواء في الجزائر وعليه ينبغي على الجميع وضع ثقتهم فيه والدفاع عنه، كاشفا في هذا الإطار أن الوزارة منحت 17 مليار دينار لفائدة المجمع والغلاف المالي لا يزال مفتوحا لدعم «صيدال» التي من شأنها إخراج الجزائر من تبعيتها للخارج في مجال الأدوية، كما أعلن الوزير عن منع استيراد أي نوع آخر من الأدوية المماثلة ل «رومافاد» باعتبار أن «صيدال» محترفة في إنتاج هذا الدواء وستستمر في تزويد السوق الوطنية بهذا الدواء. ومن جهته، أكد «بومدين درقاوي» المدير العام للمجموعة الصيدلانية العمومية «صيدال» أن الخلل الذي سجل مؤخرا في مجموعة من منتوجها المتمثل في الدواء المضاد للأنفلونزا «رومافاد» من نوع الحبوب، يكمن في غلاف الألمنيوم فقط أما مادة الدواء نفسها فلا تشكل أي خطر على صحة المرضى الذين استهلكوا الدواء . وأضاف مدير مجمع صيدال أنه تم تحضير ملف مفصل يضم كل الوثائق الضرورية لرفع دعوى قضائية ضد المتسببين في هذا الاعتداء على المجمع، مشيرا إلى أن هناك جهات خارج الوطن تريد أن تسيء لسمعة «صيدال» التي أصبحت منافسا حقيقيا لشركات ومخابر عالمية. وأوضح المسؤول ذاته، أن الخلل يكمن في 500 علبة فقط في المجموعة رقم 1/14 التي تضم 10 آلاف علبة، من منتوج «رومافاد» و يخص ورقة ألألمنيوم التي طبع عليه اسم «كارديتال» بدلا من «رومافاد» أي أن جميع المكونات الأخرى للمنتوج : العلبة، القسيمة، ورقة الإرشادات، حبوب الدواء، خاصة بمنتوج «رومافاد». وقالت المجموعة الصيدلانية أن المريض الذي اشترى «رومافاد»، قد استهلك الدواء نفسه وليس منتوجا آخرا، وبالتالي فإن الخلل الذي سجل لا يشكل أي خطر على صحة المريض، كما قامت «صيدال» باسترجاع الحصة التي تم تسلميها لمركز توزيع واحد فقط والكائن في ولاية باتنة، وأخطرت السلطات المختصة وفقا للتنظيم الصيدلاني المعمول به في الجزائر.