أكد العقيد الليبي معمر القذافي في مقابلة مع التلفزيون التركي «تي ار تي» أمس الأربعاء أن الفوضى ستعم المنطقة بأسرها وصولا إلى إسرائيل إذا سيطر تنظيم القاعدة على ليبيا. وقال القذافي "إذا نجحت القاعدة في الاستيلاء على ليبيا فإن المنطقة بأسرها حتى إسرائيل ستقع فريسة للفوضى". ويتساءل مراقبون عما إذا كان تنويه القذافي بأن خطر القاعدة لن يكون على ليبيا وحدها وإنما على إسرائيل أيضا، نوعا من الغزل غير المباشر للغرب وإسرائيل نفسها، مفاده أن نظامه مستعد لأن يعترف بها، ولأن يقيم معها علاقات سياسية واقتصادية مباشرة، فيما لو تمكن من إعادة عقارب الساعة إلى الوراء واستتب له أمر السلطة في ليبيا من جديد بعد أن ينقذ نظامه المتهالك من قبضة الثورة الشعبية العارمة في ليبيا. وقبل أيام تناولت وسائل إعلام إسرائيلية خبرا عن زيارة سيف الإسلام القذافي العاجلة إلى تل أبيب لطلب العون العسكري من إسرائيل لمواجهة الثورة، كما تناقلت خبرا آخر عن أن لجنة أمنية إسرائيلية زارت ليبيا لوضع خطط لمواجهة الثورة. ووفقا لهذه التقارير "فإن الاتصالات بين سيف الإسلام وتل أبيب توطدت خلال الأزمة، كما جاءت زيارته لإسرائيل خاطفة وعاجلة. كذلك زار وفد إسرائيلي أمني ليبيا لتقديم المساعدة اللوجيستية لمواجهة اتساع رقعة الاحتجاجات في المدن الليبية". وقالت مصادر دبلوماسية غربية إن طلب القذافي للعون كان من منطلق زعمه أنه يواجه ميليشيات إرهابية تتبع القاعدة يخشى أن تبسط نفوذها على البلاد، وهو ما يهدد أمن إسرائيل ووجودها بالمنطقة، خاصة بعد تخلي أمريكا ودول غربية عن مساندة القذافي". وحمل القذافي في المقابلة مع التلفزيون التركي التي تم بثها بالعربية مرفقة بشريط ترجمة إلى التركية، من جديد تنظيم القاعدة مسؤولية العصيان في ليبيا. وزعم أن "الأسرة الدولية بدأت تفهم الآن أننا نمنع أسامة بن لادن من السيطرة على ليبيا وإفريقيا".