القذافي: الفوضى ستمتد إلى إسرائيل إذا سيطرت القاعدة على ليبيا اتهم معمر القذافي المجلس الوطني الانتقالي الذي شكله المحتجون المعارضون لحكمه بممارسة "الخيانة"، مؤكدا أن أعمال العنف التي تشهدها ليبيا يقف وراءها تنظيم القاعدة و"مؤامرة" غربية للاستيلاء على نفط البلاد كما قال. وجدّد القذافي في كلمة متلفزة بثت أمس ألقاها أمام شباب من قبيلة الزنتان موقفه من الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها ليبيا خاصة في المناطق الشرقية، مشيرا إلى أن المحتجين "خونة" وأن لديهم ارتباطات أجنبية كما قال، وشن هجوما عنيفا على وزير العدل السابق مصطفى عبد الجليل الذي انشق عن نظامه وترأس المجلس الانتقالي للمحتجين. كلمة القذافي تأتي في شكل إجابة غير مباشرة على دعوة المجلس الانتقالي له للتنحي بسرعة مقابل عدم ملاحقته، حيث أعلن رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل الثلاثاء الماضي أن أمام القذافي مهلة 72 ساعة للتنحي عن السلطة ووقف قصف المدن مقابل عدم ملاحقته جنائيا. القذافي فرّق بين من وصفهم بالخونة وبين رفاق سلاح شاركوه في "ثورة الضباط الأحرار" قبل أربعة عقود وأعلنوا انضمامهم إلى المحتجين، مؤكدا أن هؤلاء الضباط مغلوبون على أمرهم، وأنهم أسرى كما أضاف أجبروا على قول ما قالوه "تحت التهديد بالذبح على طريقة الزرقاوي". كما حذر القذافي في كلمته الليبيين من مطامع الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا في نفط بلادهم، مؤكدا وجود "مؤامرة" للاستيلاء على النفط الليبي. وقال القذافي أن ما يجري في ليبيا حاليا هو بسبب نفطها الذي يحسدها الكثيرون عليه، وقال أن الليبيين شعب صغير ولديهم مساحة كبيرة وبترول ويعيشون بأمان وسعادة و"رؤوسهم مرفوعة"، مؤكدا أن هناك مؤامرة من الولاياتالمتحدة ومعها بريطانيا وفرنسا ضد الشعب الليبي لاستعماره مرة ثانية. من جهة أخرى عبر القذافي في مقابلة مع التلفزيون التركي "تي ار تي" أمس الأربعاء عن خشيته من أن تعم الفوضى المنطقة وصولا إلى إسرائيل إذا سيطر تنظيم القاعدة على ليبيا على حد تعبيره، وقال أنه إذا نجحت القاعدة في الاستيلاء على ليبيا فإن المنطقة كلها ستقع فريسة للفوضى حتى إسرائيل . واعتبر الكثير من المراقبين هذا الكلام من القذافي نوعا من الغزل غير المباشر للغرب وإسرائيل نفسها، وقبل أيام تناولت وسائل إعلام إسرائيلية خبرا عن زيارة سيف الإسلام القذافي العاجلة إلى تل أبيب لطلب العون العسكري من إسرائيل لمواجهة المحتجين، كما تناقلت خبرا آخر عن أن لجنة أمنية إسرائيلية زارت ليبيا لوضع خطط لمواجهتهم، وقالت مصادر دبلوماسية غربية إن طلب القذافي للعون كان من منطلق زعمه أنه يواجه ميليشيات إرهابية تتبع القاعدة يخشى أن تبسط نفوذها على البلاد، وهو ما يهدّد أمن إسرائيل ووجودها بالمنطقة، خاصة بعد تخلي أمريكا ودول غربية عن مساندته، وحمل القذافي في المقابلة مع التلفزيون التركي من جديد تنظيم القاعدة مسؤولية العصيان في ليبيا، مضيفا أنه على الأسرة الدولية أن تدرك الآن أنه يحارب أسامة بن لادن لمنعه من السيطرة على ليبيا وإفريقيا. ه-ع / الوكالات