تواصل التجارب التقنية إلى غاية أكتوبر والأشغال تسير بوتيرة متسارعة كشف وزير النقل «عمار تو» عن قرب إطلاق المناقصات الخاصة بإنجاز الخطي الثانويين رقم 5 و6 من المسار الرئيسي لمشروع «مترو الجزائر» بين «باب الوادي- شوفالي» و«الشراقة- دالي إبراهيم»، معلنا في السياق ذاته أنه سيتم استلام الخط الرئيسي الرابط بين البريد المركزي و«حي البدر» بباش جراح نهاية شهر أكتوبر المقبل، حيث سيدخل حيز الخدمة رسميا بعد هذا الموعد. وأوضح وزير النقل، في تصريح خلال إشرافه على إجراء التجارب الديناميكية في الجزء الرابط بين محطتي "الحامة" و"حي البدر" لمترو الجزائر، أن الخطين "باب الوادي"- "شوفالي" و"الشراقة"- "دالي إبراهيم"، يندرجان ضمن خطة توسيع المسار الأول الممتد بين البريد المركزي وحي البدر على امتداد 9.5 كيلومتر، وسيتم إطلاق مناقصتهما في القريب العاجل. وأشار الوزير «تو» إلى أن الأشغال الصعبة في إنجاز الخط الأول من المترو قد تم الانتهاء من إنجازها كلية، معربا عن ارتياحه لوتيرة إنجاز الجزأين الرابطين بين "البريد المركزي" – "ساحة الشهداء" و"حي البدر" – "عين النعجة"، وبعد تسجيل تأخر كبير فاق السنتين عن الموعد الذي حدد في آخر تحديث للعقد المبرم بين مؤسسة مترو الجزائر والشركات المكلفة بالانجاز، إذ تشير الأرقام إلى أن الخط الثانوي الرابط بين حي البدر والحراش سيستكمل نهائيا قبل نهاية السنة وقبل دخول الخط الرئيسي للمترو حيز الخدمة. وقال الوزير إنه بعد إتمام المرحلة الأخيرة من التجارب، سيتم في نهاية أكتوبر استلام المشروع وحينها سندخل في مرحلة التشغيل التجاري، وفتحه للمسافرين بعد تدشينه من قبل رئيس الجمهورية واختيار تاريخ محدد لانطلاق خدماته، وفي هذا الإطار أوضحت مصادر ل «الأيام» أن تاريخ التدشين سيكون خلال أسبوع الاحتفالات بذكرى اندلاع ثورة نوفمبر المجيدة. يشار إلى أن المسار الأول للمترو يضم 10 محطات تغطي بلديات كل من الجزائر الوسطى، سيدي أمحمد، محمد بلوزداد، حسين داي، المقرية وأخيرا باش جراح التي تشمل نقطة نهاية الخط وبداية المسار الثانوي الرابط بين حي البدر والحراش، ومن المنتظر حسب توضيحات مؤسسة مترو الجزائر أن تساهم هذه الوسيلة في نقل نحو 21 ألف مسافر في الساعة في مرحلة أولى على أن يتضاعف الرقم في مراحل مقبلة، ستحدد حسب خطة عمل بالموازاة مع دخول باقي الخطوط حيز التشغيل والخدمة التجارية. وأشار الوزير «تو» إلى أن التجارب الديناميكية على مستوى الخط الرئيسي ستتواصل إلى غاية شهر أكتوبر المقبل وسيتم خلالها التأكد من سلامة وجاهزية العربات المقدر عددها ب 14 عربة ستستغل كلها على محور الخط الأول من مترو الجزائر، وقد خصت التجارب التي أجريت خلال هذا الأسبوع للتحقق من فعالية أنظمة الاتصال ومكابح العربات وسرعتها، حيث قام التقنيون بقيادة القطار بسرعات تتراوح بين 30 و70 كيلومتر في الساعة، ووفقا لمسؤولين تقنيين بالشركة فإن معدل سرعة قطارات المترو ستبلغ لدى دخولها حيز التشغيل حوالي 32 كلم في الساعة، مع الإشارة إلى أن معدل سرعة مترو باريس يقدر في حدود 40 كيلومتر في الساعة فيما لا تتجاوز سرعته القصوى 80 كيلومترا في الساعة ويضم هو الآخر 14 محطة. ويعتبر مترو الجزائر من أقدم المشاريع كونه برمج وصادقت عليه الحكومة الجزائرية سنة 1970، فكان في السابق يضم خطا واحدا فقط يربط وسط العاصمة بشرقها عبر محور البريد المركزي-حسين داي، إلا أن المشروع توقف لمدة 12 سنة ثم أعيد بعثه من جديد سنة 1982، ثم توقف خلال العشرية السوداء لأسباب أمنية وتم خلالها إعادة ردم الأنفاق التي كانت تستعملها الجماعات الإرهابية للاختباء ليعود هذا المشروع مجددا إلى الواجهة بقرار من الرئيس «عبد العزيز بوتفليقة» سنة 2003، وذلك بعد العودة التدريجية للأمن ليس فقط في العاصمة وإنما في كامل مناطق تراب الجمهورية الجزائرية.