نظمت أول أمس المدرسة العليا للصحافة بالجزائر العاصمة الندوة العلمية الأولى حول أغنية الشعبي، وذلك تحت رعاية يومية “الأيام الجزائرية”، من تقديم الأستاذ "عبد الرحمان بن دعماش"، المختص في التأصيل والتأريخ للأغنية الشعبية وأعلامها بالجزائر. الندوة التي انطلقت أشغالها مساء أول أمس بالمدرسة العليا للصحافة والتي لاقت إقبالا كبيرا من طلبة المدرسة العليا للصحافة على اعتبار أنها بادرة جيدة وتعد الأولى من نوعها،تطرق خلالها أستاذ الأغنية الشعبية "عبد القادر بن دعماش" إلى عديد القضايا المتعلقة بالتأصيل التاريخي لأغنية الشعبي بالجزائر، حيث أبرز المتحدث خلال مداخلته أبرز الشخصيات الهامة التي أفنت حياتها وتركت بصماتها ولمساتها الخاصة والراسخة في فن أغنية الشعبي، هذا النوع الموسيقي الأصيل؛ الذي لاقى ازدهارا كبيرا في العاصمة تحديدا خلال السنوات الأولى من القرن الماضي . الأستاذ "بن دعماش" عرّج على تاريخ الأغنية الشعبية بالجزائر مبرزا بداياته الأولى التي كانت في القرن الرابع عشر للميلاد، وهذا مع ازدهار الفن الأندلسي بالجزائر بعد سقوط الأندلس، الأمر الذي تزامن مع نمو بذور الموسيقى البدوية في بعض المناطق الجزائرية، هذه الأنواع التي قال المتحدث إنها تندرج كلها في سياق الموسيقى الشعبية التي تطورت وانتشرت بشكل لافت بين الجزائريين خلال القرون اللاحقة مع بروز أقطاب في هذه الفنون على غرار "خليفي احمد". كما أفاد "بن دعماش" وهو الذي قدم مؤلفات عدة حول هذا التراث الأصيل أثرت المكتبة الثقافية الجزائرية؛ أن أصل كلمة أغنية الشعبي تعود إلى الفنان "بودالي سفير" مسؤول الدائرة الفنية بالإذاعة سنة 1946 وذلك بإطلاقه هذا الاسم على فرق المديح عبر أمواج القناة الإذاعية الجزائرية، معلنا تمظهر ملامح ثابتة لهذا الفن الغنائي والذي ارتبط في بداياته بالمديح الديني الرائج منذ عصور بين الجزائريين، وكان وسيلة لنشر الرسالة الدينية. هذا وقد أعقب الندوة نقاشا واسعا من قبل الفنانين والطلبة الذين ثمّنوا مجهودات الكاتب "عبد الرحمان دعماش" باعتباره باحثا في فن موسيقى الشعبي وتاريخها. فيما اختتمت الندوة بجلسة موسيقية شعبية لاقت تجاوبا كبيرا من الطلبة الحضور الذين ناشدوا المنظمين الاستمرار في تنظيم مثل هذه الندوات العلمية التي تربط الطالب بواقعه الثقافي والاجتماعي.