يمثل الجانب البيداغوجي التكويني، أحد أهم النقاط التي يرّكز عليها القائمون على المهرجان الوطني للأغنية الشعبية في دورته القادمة والتي ستنطلق في 25 من الشهر الجاري وتستمر إلى 31 من نفس الشهر، حسبما كشف عنه محافظ المهرجان السيد عبد القادر بن دعماش ل''المساء''، بحيث سيتم تخصيص ورشات تكوينية تكسب المتسابقين أبجديات الشعبي بكل جوانبه بطريقة معمّقة ومتكاملة. وأضاف بن دعماش انه يجب على مؤدي الشعبي أن يدرك ماهية هذا الفن ويتعلّم أساسياته وسيتجسد هذا الأمر بمناسبة تنظيم الطبعة الخامسة للمهرجان الوطني للأغنية الشعبية، بحيث سيتم تنظيم ورشات على مستوى المعهد الوطني العالي للموسيقى في شكل مدرسة يؤطرها أساتذة مختصون طيلة أيام المهرجان من منتصف النهار إلى الثانية بعد الظهر. كما سيتم أيضا تقييم مشاركة المتسابق في الورشات عن طريق ريجيسور توكل له هذه المهمة، وتدخل هذه العملية ضمن معايير التنقيط العام للمنافسة، وفي هذا السياق، أكد المحافظ على أهمية التكوين في مجال الأغنية الشعبية وهو ما ينتج عنه مغنيون عارفون بأساسيات هذا الفن وبخباياه مثل كيفية الغناء والتعامل مع الآلات الموسيقية، التعرف على الأساتذة القدامى، التعرف على القوالب الموسيقية لهذا الطابع الموسيقي وتحليل النصوص الشعرية والقصائد، بالإضافة إلى تزويدهم بكتب تتناول الدواوين سواء المعروفة أو غير المعروفة لتشكل رصيد معرفي لمؤدي هذا الفن. وأشار بن دعماش إلى نقطة أخرى جديدة في التظاهرة تتمثل في توسيع فضاء المهرجان إلى قطبين، الأول سيكون المسرح الوطني الجزائري كالعادة والثاني هو مدرّج ''فضيلة الدزيرية'' بالمعهد الوطني العالي للموسيقى، والغرض من ذلك توسيع مجال المهرجان وكذا إعطاء فرصة ثانية لكل متسابق لتقديم وصلته بالفضائين ويتم تقييمه حسب أدائه في الفضائين معا. ويرتقب أن تتشكل لجنة تحكيم المهرجان من الأسماء المعتادة نذكر من بينها بوجمعة العنقيس، الطاهر بن احمد، عبد القادر رزق الله وغيرهم، في حين سيتم تكريم كل من الشيخ حسيسن، الشيخ معزوز بوعجاج والشيخ الحاج بوجمعة العنقيس. وكشف أيضا بن دعماش ل''المساء'' عن جديد المهرجان للطبعتين السادسة والسابعة (2011-2012)، والذي سيتمثل في تسليط الضوء وتكريم الفنانين الذين جددوا الشعبي مثل محبوباتي وكمال مسعودي وهذا عكس ما كان يحدث لحد هذه الدورة والتي جاء فيها الاهتمام بالقدامى فقط، وفي هذا الصدد سيطلب من كل مرشح في المسابقة تقديم وصلتين الأولى تمس الشعبي التقليدي والثانية المتجدد منه. ودائما في سياق التجديد، أكّد المتحدّث ضرورة أن يدرك مؤدي الشعبي سواء كان ملحنا، مؤلفا أو مغنيا لأساسيات الشعبي وان لا يغير من باطن الشعبي مثل الاهتمام يمشاغل المجتمع الحالية ومخاطبة اكبر شريحة منه، مشيرا أيضا إلى ضرورة تكوين جيل جديد من الأغنية الشعبية وهذا عن طريق البحث عن المواهب الشابة وتطويرها. للإشارة ستعرف هذه الدورة مشاركة 31متسابقا من ضمن 67مترشحا في الدورة النصف النهائية التي جرت في العاصمة، سطيف والشلف، وسيتم فيها كذلك تقديم العديد من المحاضرات حول الموضوع إضافة إلى تأليف كتب عن المهرجان تحمل بعضها مجمل القصائد المقدمة في هذه الطبعة، في حين سينشط حفل الافتتاح بعض المتسابقين علاوة على مشاركة الشاب الموهوب مصطفى بلحسين والذي يعرف بأدائه المميز لريبرتوار لمحمد العنقا.