درجات الحرارة تتجاوز 36 درجة ابتداءً من يوم غد ترتقب مصالح الأحوال الجوية ارتفاعا في درجات الحرارة ابتداءً من يوم غد الاثنين تصل إلى أكثر من 36 درجة تحت الظل بالمناطق الساحلية، وتصل تدريجيا بالمناطق الداخلية 40 درجة. وفسّر رئيس التنبؤات بالمرصد الوطني للأحوال الجوية «بوعلام خليف» في اتصال مع «الأيام»، الارتفاع غير العادي لدرجات الحرارة في المناطق الساحلية للوطن إلى التمركز الكبير للضغط الجوي القوي الذي ساهم في انعدام الرياح الموسمية التي تقوم بإثارة نسيم البحر الذي يتسبب في إنعاش درجات الحرارة، وذكر ذات المتحدث أن غياب الأخير ساعد على زحف موجة حرارية نارية من الجنوب الجزائري نحو المناطق الداخلية والساحلية. في ذات السياق أضاف رئيس التنبؤات بالمرصد الوطني للأحوال الجوية أن العديد من مناطق الوطن ستشهد إبتداء من يوم الاثنين ارتفاعا محسوسا في درجات الحرارة التي تقارب ال40 درجة تحت الظل حيث كانت تسجل في معدلها العادي من 26 إلى 30 درجة كحد أقصى خلال النهار، وستعرف فترات الليل حسب المتحدث ارتفاعا يصل إلى 24 درجة، بعد أن كانت لا تتجاوز 20 درجة. وأوضح المتحدث بأن صيف هذا العام سيكون جد حار حيث سجل شهر جوان لحد الساعة ارتفاعا في درجات الحرارة بنسبة ثلاث درجات عما كان عليه الموسم الماضي رغم موجة الأمطار التي شهدها الأسبوع الأول من هذا الشهر، والتي سجلت العديد من الفيضانات التي أحدثت هلعا في أوساط المواطنين عبر الوطن، وفيما يخص ولايات الجنوب لاسيما المحاذية لثلاثي النار الذي يضم ولاية أدرار وعين الصالح فقد أكد «بوعلام خليف» أن صيف هذه السنة سيكون من نار وأن درجات الحرارة العادية تفوق ال40 درجة في الساعات الأولى للصباح. من جهتها أشارت وزارة الصحة في بيان لها عن ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة في ظل الارتفاع المحسوس لدرجات الحرارة لاسيما فئات المسنين والأطفال الصغار، وأن يقوم المواطنين بأعمالهم في الفترات الصباحية أو في الساعات المسائية تفاديا لأوقات ما قبل وما بعد الزوال التي تشهد فيها درجات الحرارة ارتفاعا جنونيا، وحثت ذات الوزارة على استهلاك كميات كبيرة من المياه واختيار الألبسة الخفيفة والواسعة الخاصة بفترات الصيف. وعاشت أمس معظم مناطق الطارف حالة طوارئ، بسبب ارتفاع درجة الحرارة إلى حدود 33 درجة مئوية، ما جعل سكانها يفضلون اللجوء إلى البيوت واستعمال المكيفات، أو اللجوء إلى الشواطئ التي امتلأت أمس عن آخرها، وهو ما جعل أيضا مصالح الحماية المدنية والصحة بالطارف، في حالة طوارئ خصوصا بعد نشرية مصالح الأحوال الجوية، التي حذرت من ارتفاع درجة الحرارة، وإمكانية تأثيرها على كبار السن والمرضى والأطفال، ما تأكد أمس بعد تسجيل ستة حالات إغماء بمدينتي الطارف والقالة، وعرفت شواطئ الطارف أمس اكتظاظا كبيرا بسبب الأعداد الهائلة للمصطافين، الذين توافدوا من مختلف مناطق الولاية وولايات قالمة، سوق أهراس وعنابة، في الوقت الذي عرفت فيه بعض الحواجز المائية والبرك بالجهة الغربية للولاية، غزوا من طرف الأطفال بسبب بعد الشواطئ عنهم ونقص إمكانياتهم المادية. كما شهدت غابات الحظيرة الوطنية بالقالة، توافد مئات العائلات من نفس الولايات، ما جعل مصالح الدرك والحماية المدنية، تعزز تواجدها بهذه المناطق تحسبا لأي طارئ، وتسبب ارتفاع درجة الحرارة إلى هذا المستوى في إحداث حالة طوارئ من نوع آخر وسط السلطات المحلية، على اعتبار أنها لم تتمكن بعد من تحضير الشواطئ، فضلا عن تأخرها في تهيئة مدينة "القالة"، التي ما تزال معظم شوارعها عبارة عن ورشات مفتوحة وتمكنت فقط نفس السلطات من إنهاء بعض أشغال التزيين، وإعادة تهيئة بعض المناطق السياحية بوسط الحظيرة الوطنية، التي استقبلت أمس آلاف العائلات وحفظت ماء الوجه لسلطات الطارف.