قلل عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني المكلف بالاتصال قاسة عيسى أمس من أهمية ما جاء على لسان صالح قوجيل حول مشاركة «الغاضبين» في التشريعيات المقبلة بقوائم مستقلة، وقال إن الأمر يشبه إلى حد كبير الآمال التي عقدها التقويميون على المشاركة في المشاورات السياسية التي بادر بها الرئيس. حسب ما ذهب إليه المكلف بالاتصال في الأفلان قاسة عيسى في اتصال هاتفي معه أمس فإن تصريحات عضو اللجنة المركزية صالح قوجيل التي أعلن فيها تحضير «الغاضبين» الذين يسمون أنفسهم حركة التقويم والتأصيل لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة بقوائم مستقلة في حال عدم الاستجابة لمطالبهم من قبل قيادة الحزب العتيد، «لا تعدو أن تكون مجرد وعود وآمال وأوهام يعيشها أصحابها وشبيهة بتلك الآمال التي كان يعلقها محمد صغير قارة حول المشاركة في المشاورات السياسية التي بادرها بها الرئيس بوتفليقة لاستطلاع رأي الطبقة السياسية حول الإصلاحات السياسية». وتساءل عيسى قائلا "قالوا سنشارك في المشاورات السياسية، لكن ماذا حدث؟ هل استدعتهم هيئة بن صالح واستمعت إليهم؟ لم يحدث ذلك.."، وعلق محدثنا بالقول "الرغبة شيء والواقع شيء آخر"، في إشارة واضحة إلى أن الحديث عن مشاركة في تشريعيات ماي المقبل بقوائم مستقلة مجرد تصريحات للاستهلاك الإعلامي ليس أكثر، وأضاف عيسى أنه لن يدخل في هذا الجدل الإعلامي مع قوجيل أو مع قارة وأن المكتب السياسي للأفلان سيجتمع في 29 جويلية الجاري لتقييم نشاطات الحزب وكذا التحضيرات الخاصة بالدورة الاستثنائية للجنة المركزية وبعد الاجتماع سيرد على جماعة الغاضبين أو ما يعرف بالتقويميين. وجدد قاسة عيسى الدعوة لأعضاء اللجنة المركزية الغاضبين من أجل العودة إلى البيت المشترك وهو هياكل الحزب وهيئاته الشرعية لفتح ومناقشة كل الملفات دون استثناء وطرح أفكارهم وانشغالاتهم بكل حرية، مؤكدا على أن اللجنة المركزية هي الإطار الوحيد الذي يسمح بالتغيير، وأنه حتى في حالة افتراض أن ما يقولونه صحيحا بشأن الطعن في شرعية 100 من أعضائها فإن 247 عضوا يمكنهم الحديث إليهم وإقناعهم، وأضاف بالقول "إلا إذا كانوا يطعنون في الجميع فهذه مسألة أخرى، أي أنهم وحدهم يتمتعون بالشرعية"، وهنا التساؤل المطروح في رأي قاسة وهو "من أين يستمدون شرعيتهم إذا كانوا يطعنون في شرعية اللجنة المركزية".