رأيتها بين الحقول كالفراشة ملونة جميلة،رائعة، تنتقل من زهرة إلى زهرة ،تأخذ من عبيرها شذىً ساحر، تنقله لأحبتها، ولمن حولها بكل عدالة وإنصاف،اسمها ملون بوجدان الحياة وروعة العلاقات الإنسانية ،ورسمها كلوحة طبيعة حباها الله بجمال آخّاذ، سميت شوق كما أختها شيخة التي تحمل قصص الحب لأرضها الإمارات، ... هي شوق وحدها التي جذبتني بصورتها ورسمها الإماراتي الرائع، خرجت من مدينة عجمان مثل أيقونة تعلق في سماءها الطيبة العطاء ،سألتها ما أسمك :فقالت بخجل شوق،وهذه أختي شيخة، ونحن من عجمان ،الرائعة الجمال بروائع سكانها ،الذين ينحدرون من عشائر النعيمي سادة القوم ،وشأنهم عظيم بين عشائر الجزيرة، وأضافت إني أحبّ الطبيعة وأحافظ على البيئة، وأطلب من إخوتي وصديقاتي في المدرسة عدم رمي النفايات على الأرض، كي لا يؤذون الطبيعة والشّجر والهواء، وقالت أمي موظفة متعلمة، علمتني الكثير عن أهمية الطبيعة، وكذلك معلمتي في المدرسة قالت إن الحفاظ على البيئة ،واجب وطني، وها أنا أحاول المساعدة مع زملائي في أية حملات نظافة لشاطيء البحر أو الساحات والحدائق العامة،لأن الطبيعة صديقة المدرسة ،ومن أبدعها خالق فنان، حبانا إياها نعمة لكل زمان ومكان ،وعجمان فيها الكثير من الحدائق والشّواطئ التي يزورها الشبان والناس من كافة الأجناس . ثم هرعت إلى شاطئ البحر حيث رأيتها ،وصارت تجمع أوراق الشيبس وبقايات طعام ألقاها عابثون على الشاطئ، وصرخت بأعلى صوتها، شيخة، محمد ،أحمد، تعالوا معي نجمع النفايات، وننظف المكان فالنظافة من الإيمان، في هذه اللحظة أسرعت إليها وضممتها لقلبي، وتمنيت أن يكون كل أطفال الوطن مثلها ،لأنها قامت بشيء لم يقوم بها الكبار لوحدهم، ولم يهتموا به كما فعلت هي، وقلت لها سأكافئك ببعض كتيبات من قصص الأطفال ،لأن القراءة هامة للأجيال، ومنها تصبح عادة مثل الطعام ،وتنمية للسلوك كي نقرأ القرآن ونتعلم منه ما لم يعلم الإنسان ،حلقت على الشاطيء فرحة، تصفق مثل طيور النورس مهللة ،وقالت عرفت الآن ما أريد أن أكون في المستقبل، رسولة سلام بين الناس، ومرشدة لهم للحفاظ على ملكنا العام، لأن جمال الطبيعة لكل البشر ويجب أن لا يحرم منه أي إنسان.