تناول الملتقى الدولي المنظم نهار أول أمس بتلمسان تحت عنوان “التبرع بالأعضاء هبة للحياة”، بالإضافة إلى الأخصائيين الجزائريين موضوع ثقافة التبرع بالأعضاء. وفي هذا الصدد، أوضح الأستاذ، «بن منصور»، رئيس الملتقى الذي يعرف أيضا مشاركة مختصين في الدين ومتخصصين نفسانيين أن التبرع بالأعضاء يعتبر علاجا ناجعا ويشكل الفرصة الوحيدة في البقاء على قيد الحياة لعدد متزايد من المرضى باختلاف أعمارهم، وأضاف خلال افتتاح هذا اللقاء العلمي الذي تحتضنه قاعة المحاضرات لكلية الطب أن العمل المتواصل في مجال الإعلام والتحسيس هو مرحلة أولية في تثمين فعل التبرع. ومن جهته ذكر الدكتور، «محمد الشريف قاهر»، عضو المجلس الإسلامي الأعلى أن الإسلام لا يمانع في أن يستفيد الأشخاص الأحياء من أعضاء متبرع بها من شخص متوفى، شريطة أن يكون هذا الأخير قد أعطى ترخيصا مسبقا للعملية، وأوضح نفس المتدخل أنه يتعين على العلماء والمختصين المسلمين “الاجتهاد” من أجل حل المشاكل التي يعرفها مجتمعهم، مشيرا أن الإسلام لا يشكل عائقا للعلم إن كان يخدم المصلحة العامة للمجتمع. كما اعتبر الأستاذ، «صادق بلوصيف»، رئيس مصلحة التخذير والإنعاش بمستشفى «بوبيني» بفرنسا، أنه “في الإسلام، مصلحة الشخص الحي لها أولوية عن الاحترام الذي يمنح للشخص الميت، مضيفا أنه من أجل ضمان السمو والطابع المقدس للحياة فإن التبرع بالأعضاء يعد معترفا به ومثمنا كفعل حسن، شريطة أن يكون هناك اتفاق من خلال احترام الشخص وعدم المتاجرة. وفي محاضرة بعنوان “نظرة الإسلام لمسألة التبرع بالأعضاء”، أوضح أستاذ القانون بجامعة دمشق بسوريا الدكتور، «فواز صالح»، أن الأطباء المسلمين قد مارسوا عمليات لزرع الأعضاء في القرن العاشر ميلادي، كما أبرز المتحدث معتمدا على العديد من قواعد “الفقه” المجهودات المبذولة في بلده لتشجيع التبرع بالأعضاء، أما الصحفي «زهر الدين سماتي» فقد تطرق إلى دور وسائل الإعلام في تحسيس الجمهور بأهمية التبرع بالأعضاء، مبرزا أهمية إشراك المواطن في تجسيد أنظمة الصحة، ويرى نفس المتحدث أن عمليات زرع الأعضاء تتطلب ثقافة اتصالية مفتوحة، وقادرة على التأثير إيجابيا على المعايير الاجتماعية والممارسات الفردية.