اعتبر زهر الدين سماتي، أن المجتمع الجزائري يعيش فجوة بين واقع الناس واحتياجات الطب، وأن الحل لسد هذه الفجوة يكمن في التحسيس والتوعية من طرف وسائل الإعلام ورجال الدين· وفي مداخلة لرئيس مجلس إدارة يومية ”الخبر” حول دور وسائل الإعلام في التحسيس بقضية زرع الأعضاء في الملتقى الدولي الذي احتضنته كلية الطب لجامعة تلمسان، أمس، قال سماتي: ”إن مهام وسائل الإعلام الحديثة والتقليدية السمعية والبصرية والمكتوبة وباقي الوسائط الأخرى تتجاوز عملية التحسيس لتنتقل إلى ممارسة التثقيف الصحي لتحسين الوعي وتأهيل المجتمع قصد فتح الطريق أمام التبرع بالأعضاء لإنقاذ حياة المرضى”· ويرى المتحدث أن هذه العملية التحسيسية المنوطة بوسائل الإعلام تتم وفق عمل إعلامي صحفي متخصص وعالي الدقة والإتقان دون تجاوز إقامة علاقة وثيقة بين المؤسسات الإعلامية من جهة والإستشفائية من جهة أخرى· كما تطرف رئيس مجلس إدارة ”الخبر” إلى تجربة هذه اليومية في تخصيص صفحة طبية تفاعلية أسبوعية· من جهة أخرى، اعتبر الدكتور محمد شريف قاهر، عضو المجلس الإسلامي الأعلى، أن قضية التبرع بالأعضاء مسألة حديثة في التشريع الإسلامي وفقه الفتاوى، مشيرا إلى أن من ”يقدم عضوا لأخيه الإنسان تبرعا وإحسانا يدخل في قوله تعالى {ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا}”· وخلال نفس المداخلة قال الدكتور قاهر إن: ”الشريعة الإسلامية لا تقف أبدا أمام تقدم العلم والمعرفة ومسؤولية العلماء تكمن في توضيح الصالح من الطالح في إطار قواعد الشريعة الإسلامية”· ودعا بالمناسبة الجهات الوصية إلى توفير التجهيزات الطبية الحديثة التي تسمح بالقيام بهذه العملية الحساسة· تجدر الإشارة إلى أن الملتقى الدولى حول التبرع بالأعضاء جرى بمشاركة واضحة لمحاضرين ومشاركين من فرنسا والسعودية وسوريا والعراق· كما سجل اسقف الجزائر السابق هنري تيسي حضوره في هذا الملتقى الذي عرف مشاركة قوية لعشرات الأطباء الأخصائيين· وحظيت أحكام التشريع الإسلامي في التبرع بالأعضاء بحيز واسع من النقاش والمداخلات·