بقلم: جهاد صالح/ مصر في ذلك المساء.. كانت بابل تتنفس كالنجوم هي والليل سواء بغداد التي أمطرت في سماءاتها فرحا ودم يهرول بين قدمي الحرية مدينة كثرت آلهتها وشوارع تضج ذاكرتها بغبار العابرين بيوت تئن في ثقل اللحظة طفلة تغربت بحثا عن الهواء وعين لاتنام عن يقين الشمس دمشق تلثم جراحها والحدود سطر للعسكر وشريان الآثمين باسم الله مدن تغتسل بعرق المعتقلين الثوار شجعان الظهيرة لا ملح يكوي ألم الرصيف ولا أنبياء؟ طفلة ترسم ألوانها على جدار الزمن تسرد آهاتها على الغيمات وعيون تسكنها الملائكة في هذا الصباح تتسكع الريح على ضفاف دجلة بارود بات حبر لأقلام سوداء أصنام تهاوت عمامات لحى بكائيات على تاريخ بلون البترول مشانق سجون تستعيد تقاسيم جلاديها حذاء يمزق الضمير العربي فارس في زمن الانهزامات كل شيء كان في قعر الحذاء والوصية تدثرت في جنون الطغاة. لقد ولّت العاصفة الرمادية. هنا السياب وناظم الغزالي نزار مع بجعاته وياسمينه الماغوط ونوس مع الأمل الندي...... تلك التي تغربت عن لعبتها وبيت وسكر وارجوحة مدن اغتسلت في ملح الآباء ومقابر هي وجه الوطن العائد من الموت بابلية تتعلق في حدائقها الوردية بحة أغنية قصب يغرد مع همس الفجر عراق الحياة ونبض الشرق الحالم بالفجر والنجوم والشمس والشجر سوريا التي تغمز في حزنها تنتظر النهار الأبيض كلانا في أمل كلنا منسيون مسافرون بحثا عن الضمير لقد لوّح لنا الزمن بزمن جديد وآن لنا أن نفتح الأجنحة للطيران