رافق رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أول أمس جثمان أول رئيس للجزائر المستقلة (1962-1965) الراحل أحمد بن بلة الذي تم نقله إلى قصر الشعب بالجزائر العاصمة، حيث تم عرض جثمان الفقيد الذي توفي يوم الأربعاء الماضي عن عمر يناهز 96 سنة بقصر الشعب لتمكين أفراد الأسلاك النظامية والمواطنين من إلقاء النظرة الأخيرة عليه، وكان حاضرا لدى وصول جثمان الفقيد إلى قصر الشعب عدد من المسؤولين السامين في الدولة. وللتذكير أعلن الرئيس بوتفليقة حدادا وطنيا لمدة ثمانية أيام ابتداء من يوم الأربعاء في كافة أرجاء التراب الوطني فور الإعلان عن وفاة الفقيد. و قد وقع رئيس الجمهورية على سجل التعازي وفيما يلي النص الكامل لبرقية التعزية: “بغاية الحزن و الأسى و بقلب كله اطمئنان و رضا بقضاء الله و قدره يعز علي أن أخط هذه الكلمات التي تعجز كل العجز عن التعبير عما في نفسي من حرقة أليمة و محاولا تعزية نفسي و الجزائر في مصابنا هذا الجلل في هذا العظيم المرموق من عظمائنا، كيف لا و هو القائد الرمز الذي كان و ظل في مقدمة الصفوف المكافحة على الدوام من أجل عزة الجزائر و كرامتها. لقد أدمى قلبي هذا الرزء الفادح و ألمني ألما لا يوصف و الله يشهد أنني أشاطر كل أحبائه في الجزائر و عبر العالم ما أصابهم من ضر مبرح. لكن حم القدر و شاء ما شاء. لله ما أعطى و لله ما أخذ. إن الكلام مهما كان بليغا لا يفي بما يستحقه من إكبار و ثناء نضال هذا الرجل الفذ و تفانيه من أجل تخليص وطنه و شعبه من الاحتلال الأجنبي البغيض. كان هذا الرجل و سيظل واحدا من رموزنا الوطنية البارزة ندين له مدى الدهر بالعرفان و الامتنان على ما بذله في سبيل الوطن و سيبقى للأجيال المتعاقبة مدرسة خالدة شامخة المبنى و ساطعة المعنى، مدرسة ينهل من جنباتها معنى حب الوطن و نكران الذات في سبيله. و لما كان عطاء هذا الرجل لا يضاهيه إلا عطاء أولئك الأبرار الذين جادوا بأرواحهم في سبيل الوطن لا يسعني إلا أن أوكل إلى بارئه جل و علا أن يجازيه خير جزاء عنا و عن الجزائر و عن تلك الشعوب التي استنهضتها ثورة أول نوفمبر المجيدة لانتزاع حقها المشروع في الحرية و الإنعتاق و يتغمده بواسع رحمته و ينزله منزلا مباركا يرضاه بين الذين أنعم عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا”.