على اثر وفاة الرئيس الاول للجزائر المستقلة، أحمد بن بلة، أمس الأربعاء و الذي عرض جثمانه اليوم الخميس بقصر الشعب للسماح للمواطنين و أفراد الأسلاك النظامية بإلقاء النظرة الأخيرة عليه، وقع رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، على سجل التعازي. فيما يلي النص الكامل لبرقية التعزية: "بغاية الحزن و الأسى و بقلب كله إطمئنان و رضى بقضاء الله و قدره يعز علي أن أخط هذه الكلمات التي تعجز كل العجز عن التعبير عما في نفسي من حرقة أليمة و محاولا تعزية نفسي و الجزائر في مصابنا هذا الجلل في هذا العظيم المرموق من عظمائنا. كيف لا و هو القائد الرمز الذي كان و ظل في مقدمة الصفوف المكافحة على الدوام من أجل عزة الجزائر و كرامتها. لقد أدمى قلبي هذا الرزء الفادح و ألمني ألما لا يوصف و الله يشهد أنني أشاطر كل أحبائه في الجزائر و عبر العالم ما أصابهم من ضر مبرح. لكن حم القدر و شاء ما شاء. لله ما أعطى و لله ما أخد. إن الكلام مهما كان بليغا لا يفي بما يستحقه من إكبار و ثناء نضال هذا الرجل الفذ و تفانيه من أجل تخليص و طنه و شعبه من الإحتلال الأجنبي البغيض. كان هذا الرجل و سيظل واحدا من رموزنا الوطنية البارزة ندين له مدى الدهر بالعرفان و الامتنان على ما بذله في سبيل الوطن و سيبقى للأجيال المتعاقبة مدرسة خالدة شامخة المبنى و ساطعة المعنى. مدرسة ينهل من جنباتها معنى حب الوطن و نكران الذات في سبيله. و لما كان عطاء هذا الرجل لا يضاهيه إلا عطاء أولئك الأبرار الذين جادوا بأرواحهم في سبيل الوطن لا يسعني إلا أن أوكل إلى بارئه جل و علا أن يجازيه خير جزاء عنا و عن الجزائر و عن تلك الشعوب التي إستنهضتها ثورة أول نوفمبر المجيدة لإنتزاع حقها المشروع في الحرية و الإنعتاق و يتغمده بواسع رحمته و ينزله منزلا مباركا يرضاه بين الذين أنعم عليهم من النبيين و الصدقيين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا".