تعرض الفنانة التشكيلية وهيبة لعلمي ميراحي المقيمة بفرنسا عددا من لوحاتها بمركز التسلية العلمية بمركز فنون و ثقافة بالعاصمة. وهي لوحات جمعت الكثير من رهافة الحسّ واحترافية الأداء فبين تقنيات التّركيب واللصق تولدت شحنة كبيرة من الحس تستدعي توقّف الزائر مطولا أمامها. من الوهلة الأولى تستوقف الزائر أعمال الفنانة ميراحي بألوانها الزاهية مرات والقاتمة في أحيان أخرى تماشيا مع حالاتها النفسية فجاءت معظم اللوحات المعروضة مفعمة بالمشاعر الصادقة لصاحبتها و معبرة عن همومها وأحزانها وأيضا عن هموم الناس. ومن خلال اللوحات المعروضة التي قارب عددها الثلاثين عملا يفاجأ الزائر بتنوع المواضيع التي انطلقت من الذاتية في بعض الأعمال لتصل إلى العالمية في أعمال أخرى. في لوحات جذابة جمعت بين رسومات دقيقة وتركيبات مختلفة استعملت فيها قصاصات الصحف و مقولات شهيرة وعناوين كتب وأسماء مشاهير وأجزاء من صور فوتوغرافية وحتى أوراق وقطع نقدية وأشياء أخرى استلهمتها من محيطها تحدثت الفنانة عن نفسها وعن الطبيعة ” مثل اللوحة المعنونة “ماما في النهاية أنت المنتصرة” أو في “شظايا” و”شجرة شراقة” و”التحرش” وفي ظل الياسمين”... واسترجعت الفنانة في هذه الأعمال بحنين وبإحساس مفرط ذكريات الصبا ومعاناتها في الغربة وأيضا غياب الأهل والزوج. وجسدت اشتياقها لفراق الزوج الذي اختطافه الموت منها ب”قبعة ” حولتها بالصور والقصاصات ومسحة من الألوان إلى محيط من مشاعر تكون قد أخفتها في أعماقها في انتظار اللحظة المناسبة لتبوح بها لكن الموت كان أسبق ... إن الهموم الشخصية لم تمنع وهيبة من الاهتمام بما يجري حولها من أحداث وتغيرات فجادت موهبتها بلوحة “الربيع العربي” وقالت إنها تأثرت بخروج كل هؤلاء الناس إلى الشارع للتعبير عن ذاتهم وأحلامهم وطموحاتهم... لذا نجد فيها كما قالت وجوه لأناس من مختلف البلدان والأعمار جمعهم مصير واحد. وخصصت الفنانة الكثير من اللوحات التكريمية لأناس أحبتهم أو من الذين كانوا لها سندا في يوم ما وآخرين أعجبت بفنهم كما قدمت في إحدى اللوحات تحية للصحافة بعنوان ” الصحافيون موجودون هنا”... مهما اختلفت المواضيع فان بصمة خاصة ترافق أعمال وهيبة التي رغم إقامتها في فرنسا إلا أنها تحرص على عرض أعمالها في الجزائر و تتمثل تلك البصمة في “التنين” الذي تتبارك به وكذا اليد التي تحمل في الثقافة الشعبية معاني عدة. ويتواصل معرض وهيبة لعلمي ميراحي إلى غاية ال 20 أفريل الجاري .