يعتبر المركز التقني الوطني للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، الواقع بمنطقة سيدي موسى (الجزائر العاصمة)، والذي دشنه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يوم الثلاثاء الماضي، في وسط طبيعي ساحر، تحفة معمارية كانت الكرة المستديرة الوطنية بحاجة ماسة إليها منذ مدة طويلة، وأنشئ هذا الصرح الرياضي، تبعا لقرار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، شهر ديسمبر 2003 نظرا للحاجة الملحة التي تتطلبها المعاير الدولية لتكوين لاعبين شبان، وبروز نخبة كروية قادرة على التمثيل المشرف للجزائر في المحافل الدولية. تاريخ إنجازه يعود إلى السنوات الأولى من الاستقلال ويعود تاريخ إنجاز مركز سيدي موسى إلى السنوات الأولى للاستقلال، حيث كان يقصده لاعبون مميزون، لما كانوا يلقبونه ب “القصر” على غرار حسان لالماس، رشيد مخلوفي، مصطفى زيتوني، محمد معوش، سعيد عمارة والإخوة سوكان، وتم بعث المشروع سنة 2002 من قبل المدير الحالي لهذا المركز، حميد حداج عندما وضعت ”الفاف”، مخططا لإعادة بناء كرة القدم الجزائرية، التي أصبحت بحاجة إلى مرافق رياضية، تتماشى والمقاييس الدولية، كي تمنح نفسا جديدا لهذه الرياضة في الجزائر، التي كانت تعاني في ذلك الوقت، وأعيد ترميم ”القصر”، المترامي الأطراف على أرضية تقدر ب8ر5 هكتار، بعدما عانى الويلات خلال العشرية السوداء. مرافق في القمة لإجراء تحضيرات على أعلى مستوى وتتوسط هذا البناء المعماري الساحر مساحة أرضية تقدر ب300 هكتار، وتلتف حوله بساتين ومساحات خضراء تسر الناظرين، ”يسمح التموقع الطبيعي لهذا المعمار، الذي استمرت الأشغال به حتى سنة 2008، بالتحضير في أحسن الظروف بالنسبة للمنتخبات الوطنية، خصوصا من ناحية العمل في إطار هادئ وتركيز عال”، يقول حميد حداج، مرافق في القمة لإجراء تحضيرات على أعلى مستوى، ويتكون مركز سيدي موسى من ملعبين لكرة القدم، وأرضية ميدان من العشب الاصطناعي، حيث تم تمويل أحدهما من قبل الاتحادية الدولية لكرة القدم ”الفيفا”، في إطار برنامجها التدعيمي، بالإضافة إلى قاعة تقوية العضلات ومبنى بيداغوجي ومكتبة وأربع قاعات للدراسة، ثلاث منها قادرة على استقطاب ما بين 60 إلى 100 طالب، وملعب للكرة الحديدية ومركزين للاسترجاع، يحتويان على حمام ساخن ”صونا”، وحوض مائي متطور (جاكوزي). فنادق فخمة للإيواء وقاعات ترفيهية للاعبين ويتوفر المركز أيضا على عدة مباني للإيواء، تضم ما بين 40 و 64 سريرا ومطعما بطاقة 120 مقعدا، ويسمى المركز الأول للإيواء بفندق ”الأفناك” ويحوي 20 غرفة مزدوجة مخصصة للفريق الوطني الأول، وقاعة للبلياردو وألعاب ترفيهية للاعبين، أما مركز الإيواء الثاني فيشتمل على 64 سريرا مخصصا للمنتخبات الوطنية الشابة والمواهب الشابة، إضافة إلى الأكاديميين المتواجدين بالنظام الداخلي، ويتابعون دروسا مخصصة تقدم لهم من قبل حوالي 20 أستاذا، ” قررنا في جوان وجويلية 2010، توظيف عمالا في هذا المركز، بعدما وضع تحت تصرف الاتحادية في شهر أفريل من نفس السنة، كما استحدثنا أكاديميتين خاصة بمواليد 1993 و1994” حسب ما أكده حداج. قاعة محاضرات كبيرة وملاعب معشوشبة طبيعيا وتعتبر المتابعة الطبية للرياضيين الشبان أمرا ضروريا، ولهذا تم تزويد هذا المرفق التحضيري الكبير بمركز طبي رياضي، ويضم المركز التقني الوطني بسيدي موسى قاعة محاضرات تسع 120 مقعدا، لتنظيم ملتقيات تربصية مجهزة بكاميرات لعرض المباريات، والنقاشات التقنية والتكتيكية، وتجرى حاليا أشغال إنجاز ملعب ثالث معشوشب طبيعيا، كما استفادت الاتحادية المعنية من وعاء عقاري آخر، يتربع على مساحة 3ر1 هكتار لإنجاز ملعب آخر ذي عشب طبيعي أيضا، وأفاد رئيس ”الفاف” السابق أن الملعب الأول سيكون جاهزا في الفاتح ماي، لكن لن يتم استعماله حتى شهر أوت 2012، بينما يكون الملعب الآخر عمليا في السنة المقبلة، مشيرا إلى أن الأشغال ”ستنطلق فور تنظيف قطعة الأرض”، تدعيم مركز سيدي موسى بهذه التجهيزات العصرية التي تسهل تحضير الرياضيين، ترك الانطباع أن المنتخب الوطني الجزائري، ضيع وقتا كبيرا للاستفادة منها، غير أن حداج رفض هذا الاعتقاد معتبرا أن ”المنتخب الجزائري استغل هذا الإنجاز في وقته”. مشاريع في الأفق لتوسعة بعض منشآت المركز وأضاف: ”نظمنا ثلاثة تجمعات تحضيرية “للخضر”، وكذا للاعبين المحليين وحراس المرمى، بمجرد اقتناع الناخب الوطني حاليلوزيتش بجاهزية، هذا الصرح الرياضي لهذا الغرض، مصرا في الوقت نفسه على مواصلة التحضير بهذا المركز”، وحددت الهيئة الكروية عددا من المشاريع التوسعية الواعدة، بهدف ترقية مصالح المركز التقني لسيدي موسى، وستنشئ الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، التي لا ترغب حاليا في استقبال فرق من رياضات أخرى في ”مركزها”، مبنى آخر للإدارة في مشروع ”مستعجل” حسب ما أفاد به حداج، وتمتلك نفس الهيئة ”فكرة مشروع” لمضاعفة قدرة الإيواء، وتوسيع قاعة تقوية العضلات، وإنجاز مسبح وتشييد فندق خمس نجوم داخل المركز لصالح الفريق الوطني أكابر، على غرار مختلف المراكز التحضيرية في العالم، ”نقوم بمتابعة كل ما يحدث في العالم للاستفادة من التطورات الحاصلة في المجال الرياضي، وكل ما يطرأ عليه من جديد”، يضيف المسؤول السابق ل”الفاف”، وثمن حداج الدور الاقتصادي الذي يلعبه المركز من خلال توظيف حوالي 40 عاملا، من سكان منطقة سيدي موسى وضواحيها من بينهم أساتذة.