بقلم: بشير ونيسي/ الجزائر يا ليتني كنت ترابا أنا لا أنا ولست شيئا ..لا وجه لي في هذه المدينة الوقت له شكل الفوضى يجنح في بعض الأحيان إلى ظلمة العدم ..كأني في البطن الحوت وأنا مليم ..أدمنت الحشيش مع صحبة الحي فلم تبقي لي لا روحا ولا جسدا تحت الحائط العتيق ... ...جلست كما تعودت أخفي عادتي السرية بين أصابعي ماصة ريشة حمامة أنثر عليها ذرات التبغ أحرق قطعة حشيش أقلبها بين السبابة والإبهام جمر لذيذ يشبه الصلاة يخلصني من التيه أذرذر على الريشة دم الوجود ثم أبرهها طوق حمامة وقبل أن تستوي أبللها بلساني لتكتمل أنظر في أفق الحي ..صبية يلعبون بالكرة .يمر رجل.. السلام كيف الحال ..كما ترى مازلت أقمط..أشعل اللفيف المقرون بفمي المحروم من لبن الأم ليتها لم تلدني ..أمص أسكن الدخان ذلك السراب الحلو في صدري أكرر المص بدأ العقل يذوق فردوسه المفقود اللحظات تتوالي كسرب نساء انها اكسير الحياة ..أمص تتجلى الأشياء بإيقاع جديد للزمن راقصة حولي أنا سلطان الأرض أطير على بساط الريح في الهواء أمشي على الماء نبي أنا أنا يأتيني الوحي من سماء دخانها سحري أنسى وجودي الشاحب أطفي نار البطالة لماذا وجودي بلا معنى والجسد يغرق في شتات الدم من أجل الخبز وحده حياتي بلا عمل أحلامي بلا أمل حكاية وقتي عذاب وسراب أريدأن أكون حتى وان كنت لا شيئا هذا ما تطفح به نشوتي وفي الصحو أريدكل شيء ..جسدي لم يعد خبزا للآخرين هذا ما قالته أمي ذات صباح شجي ..لم يعد دمك موردا للظمآنين عبارة سمعتها من أبي وهونار الحرية ..حريتك لم تعد وحيا كلمة أوحى بها رفيقي حين كنا في الخدمة الوطنية وقتها في ليلة تطفح بالإرهاب وقيل أن الأمير نزل من الجبل لوشم عملية بدلت الحراسة معه وقبل أن أصعد إلى المخفرة سمعتها ومازال القلب الذي غرس فيه سيف على جدارها ..أخرجت علبة سجائري ودخنت يبدو أني خسرت الوجود وربحت نفسي وفي رواية أخرى ضميري يرد علي خسرت نفسك ولم تربح الوجود ... * شارك: * Email * Print * * *