من أجل تسليط الضوء أكثر على عهدة حاليلوزيتش الأولى، سنقوم بتحليل طريقة عمله على كل الجهات تنظيميا، انضباطيا، تكتيكيا، بدنيا وفنيا، من أجل أخذ حوصلة عامة، وتقييم شامل لطريقة عمل سفير دولة البوسنة الرياضي وحيد حاليلوزيتش. ظهور إعلامي كبير أجرى الناخب الوطني منذ تعيينه على رأس العارضة الفنية للخضر 18 ندوة صحفية، حضر في 17 وناب عنه مساعده قريشي مرة واحدة ، وحيد أراد القضاء على التعتيم الإعلامي وفتح الباب للتأويلات، وذلك بالتواصل مع الصحافة من جهة، كما أن الناخب الوطني يعد من نوعية المدربين الذين يعشقون الأضواء ويحبون الظهور إعلاميا من جهة أخرى، حيث كان لزوجته تصريح أن وحيد قد يترك النادي الذي يدربه، إذا وجد نفسه في الظل فهو ألف الأضواء منذ شبابه. صرامة انضباطية مباشرة بعد تعيينه كان اللقاء الأول لوحيد مع الصحفيين شرح فيه مخططه، وتلاه تربص موسع مع كل اللاعبين شرح فيه قانونه الأساسي، الذي سيلزمون به وبتطبيقه بحذافيره، وأن أي شيء قد يغتفر إلا خرق دستور حاليلوزيتش، وحيد عرف أين يكمن الخلل وهو في الجانب الانضباطي الذي كان مجرد دخان من دون نار، وهو في الأصل السوسة التي أتت على لب المنتخب وأفقدته قوته وتوازنه، حيث منع اللاعبين من التأخر سواء في التربصات أو الحصص التدريبية، وحرم الغرباء من ولوج معسكر الخضر، كما صرح أنه لا يمانع التدخل في عمله من أي كان، وأنه ليس من النوع الذي يتلقى الأوامر الفوقية، كما أنه أسقط الكوادر وضرب شرعية أم درمان عرض الحائط، بتصريحه أنه لا فرق عنده بين كادر وملتحق جديد، وبين محلي ومحترف سوى الحضور الذهني والبدني. قانون وحيد الداخلي الذي حضره كان دستور اللاعبين، والمسار الذي يمشي عليه الجميع من دون استثناء، حيث أن العقوبات طالت الجدد والقدامى، النجوم وأصحاب الظل، فكان بوبدوز أول ضحاياه بحرمانه من لقائي تنزانيا وإفريقيا الوسطى، بعد تغيبه عن التربص الموسع الأول، تلاه فابر الذي أقصي من القائمة بتغيبه عن لقاء تونس الودي، ليتبعهم جبور بعد اعتذاره عن اللعب للمنتخب بحجة الإصابة، ويجده الكوتش يصول ويجول على الملاعب اليونانية، ما جعل اسمه يسقط في عدة لقاءات، كما أن كل من كريم زياني وغزال أبعدا من الخضر، إضافة إلى مطمور الذي أراد الاعتزال لكن بين قوسين لمدة معينة ثم العودة ليصطدم مع مدرب لا يعرب ما بين القوسين في عمله، ويحرم مترف من الخضر بعد احتجاجه على عدم الدخول كأساسي، عدم تفويت المدرب لأخطاء اللاعبين والعقوبات التي طالت الجميع، أعطت انطباعا للآخرين عن شخصية البوسني وأدخلت الجميع في صف الانضباط، وهو الأمر الذي كان ينقص الخضر منذ زمان. تنوع تكتيكي بتسليط الضوء على خطة لعب الخضر، فإن المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش اعتمد على خطتين، الأولى 4-5-1 والتي تتحول إلى 4-3-3 في حالة الهجوم، وذلك في اللقاءات خارج ملعبه، والأخرى 4-4-2 لما يتعلق الأمر باللقاءات التي جرت في الجزائر ماعدا لقاء إفريقيا الوسطى، الخطة الأخيرة مكنت الخضر من تسجيل 12 هدفا، ويتعلق الأمر بلقاءات (تونس، النيجر، رواندا، غامبيا)، في حين سجل الخضر بالخطة الأولى 6 أهداف (تنزانيا، إفريقيا الوسطى، غامبيا، مالي)، هذا وكان المدرب الوطني يقوم بتغيير خططه إلى 4-3-2-1 في حالة التقدم، وذلك بإدخال لاعب ارتكاز ثالث خالد لموشية من أجل إحكام إغلاق متوسط الميدان. أما من ناحية طريقة اللعب، فقد غير الكوتش وحيد طريقة لعب الخضر من الدفاع والاعتماد على المرتدات، إلى الاحتفاظ بالكرة وصناعة اللعب، حيث تمكن الخضر من تسجيل 5 أهداف من كرات عرضية، وأربعة أهداف إثر تبادل كروي وكرات في العمق، في حين جاءت بقية الأهداف بكرات ثابتة ومتابعة للكرة أمام المرمى، والتسديد من بعيد بثلاثة أهداف، والغائب الأكبر هو تسجيل هدف بطريقة الاختراق أو العمل الفردي، هذا وقد جاءت 80 بالمائة من أهداف الخضر بالأرجل، في حين كانت للكرات الرأسية نسبة 20 بالمائة. * شارك: * Email * Print