بعد مرور عام على تعيين المدرب وحيد حليلوزيتش على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم ارتأينا تسليط الضوء أكثر على العهدة الأولى للتقني البوسني من خلال سنقوم بتحليل طريقة عمله على كل الجهات تنظيميا ، انضباطيا ، تكتيكيا ، بدنيا ، فنيا من أجل أخذ حوصلة عامة على سفير دولة البوسنة و الهرسك الرياضي. قضى على التعتيم الإعلامي ونشط 18ندوة صحفية أجرى الناخب الوطني منذ تعيينه على رأس العارضة الفنية للخضر 18 ندوة صحفية حضر في 17 و ناب عنه مساعده قريشي مرة واحدة ، وحيد أراد القضاء على التعتيم الإعلامي و فتح الباب للتأويلات و ذلك بالتواصل مع الصحافة من جهة كما أن الناخب الوطني يعد من نوعية المدربين الذين يعشقون الأضواء و يحبون الظهور من جهة أخرى .
يكون دوما مرفوقا بلاعبين أو ثلاث للرد على أسئلة الصحفيين لم يكن وحيد حليلوزيتش ينشط الندوات لوحده حيث كان يرافقه كل مرة لاعبان أو ثلاث من أجل الرد على أسئلة الصحفيين وهو الأمر الذي لم نعهده من قبل في المنتخب الوطني إلا في الدورات الكبرى حيث تكون المنتخبات ملزمة بذلك ، وحيد شاركه 22 لاعبا في ندواته و يتعلق الأمر بكل من قديورة مرتين ، دوخة ، عنتر مرتين ، مبولحي ، مصباح ، جابو ، زيماموش ،بوعزة مرتين ، بوقرة ،قادير ، لحسن ، لموشية ،لحسن ، سليماني ،مجاني ،بلكالام ،شعلالي ، حشود ، فغولي ، عودية ومترف .
فرض الانضباط وضرب الشرعية الأم درمانية عرض الحائط مباشرة بعد تعيينه كان اللقاء الأول لحليلوزيتش مع الصحفيين شرح فيه مخططه و تلاه تربص موسع مع كل اللاعبين شرح فيه قانونه الأساسي الذي سيلزمون به و بتطبيقه بحذافيره و أن أي شيء قد يغتفر إلا خرق الدستور الحليلوزيتشي ، وحيد عرف أين يكمن الخلل وهو في الجانب الانضباطي الذي كان مجرد دخان من دون نار و هو في الأصل السوسة التي أتت على لب المنتخب و أفقدته قوته و توازنه ، حيث منع اللاعبين من التأخر سواء في التربصات أو الحصص التدريبية و حرم الغرباء من ولوج معسكر الخضر ، كما صرح أنه لا يمانع التدخل في عمله من أي كان و أنه ليس من النوع الذي يتلقى الأوامر الفوقية ، كما أنه اسقط الكوادر و ضرب الشرعية الأم درمانية عرض الحائط بتصريحه أنه لا فرق عنده بين كادر و ملتحق جديد و بين محلي و محترف سوى الحضور الذهني و البدني.
بودبوز أولى ضحايا صرامة حليلوزيتش قانون حليلوزيتش الداخلي الذي حضره كان دستور اللاعبين و المسار الذي يمشي عليه الجميع من دون استثناء حيث أن العقوبات طالت الجدد و القدامى ، النجوم و أصحاب الظل ، فكان بودبوز أول ضحاياه بحرمانه من لقائي تنزانيا و إفريقيا الوسطى بعد تغيبه عن التربص الموسع الأول ، تلاه فابر الذي أقصي من القائمة بتغيبه عن لقاء تونس الودي ، ليتبعهم جبور بعد اعتذاره عن اللعب للمنتخب بحجة الإصابة و يجده الكوتش يصول و يجول على الأراضي اليونانية ما جعل اسمه يسقط في عدة لقاءات ، كما أن كل من زياني و غزال أبعدا من الخضر ، إضافة إلى مطمور الذي أراد الاعتزال لكن بين قوسين لمدة معينة ثم العودة ليصطدم مع مدرب لا يعرب ما بين القوسين في عمله و يحرم مترف من الخضر بعد احتجاجه على عدم الدخول كأساسي .
فضل العمل بتعداد موسع واشرف على 50 لاعبا من ناحية تعداد الخضر فقد عمل المدرب الوطني مع 50 لاعبا خلال إشرافه على الخضر باحتساب من شاركوا في تربص المحليين من بينهم 19 لاعب محلي و 31 لاعب محترف ، قائمة موسعة اصطفت في الأخير على 30 لاعبا شاركوا في التربص الأخير الذي دام أكثر من شهر كما أنها المجموعة التي ستواصل العمل مع المدرب إلا أنها ستشهد سقوط أسماء أخرى من اجل تحديد قائمة 23 في حال بلوغ الخضر كأس إفريقيا 2013 و كأس العالم 2014. من جهة أخرى فقد اعتمد المدرب الوطني حليلوزيتش على 35 لاعبا سواء كأساسين أو احتياطيين منهم 11 محليا و 14 محترفا في حين أن 15 لاعب اكتفوا بالمشاركة في التربصات دون لعب أي دقيقة ، هذا و قد أكمل 17 لاعب 90 دقيقة مرة واحدة على الأقل .
قام بتنويع الخطط التكتيكية وهو ما أتى بثماره بتسليط الضوء على خطة لعب الخضر فان المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش اعتمد على خطتين الأولى 4-5-1 تتحول إلى 4-3-3 في حالة الهجوم و ذلك في اللقاءات خارج ملعبه و الاخرى 4-4-2 لما يتعلق الأمر باللقاءات التي جرت في الجزائر ماعدا لقاء إفريقيا الوسطى ، الخطة الأخيرة مكنت الخضر من تسجيل 12 هدفا و يتعلق الأمر بلقاءات (تونس ، النيجر،رواندا،غامبيا) فين حين سجل الخضر بالخطة الأولى 6 أهداف (تنزانيا،افريقيا الوسطى،غامبيا،مالي). هذا و كان حليلوزيتش يقوم بتغيير خططه إلى 4-3-2-1 في حالة التقدم و ذلك بإدخال لاعب ارتكاز ثالث خالد لموشية من اجل إحكام إغلاق متوسط الميدان.
قضى على العقلية الدفاعية للاعبين وبخصوص طريقة اللعب فقد غيرها حليلوزيتش من الدفاع و الاعتماد على المرتدات إلى الاحتفاظ بالكرة وصناعة اللعب ، حيث تمكن الخضر من تسجيل 5 أهداف من كرات عرضية و أربعة أهداف اثر تبادل كروي و كرات في العمق فين جاءت بقية الأهداف بكرات ثابتة و متابعة للكرة أمام المرمى و التسديد من بعيد بثلاثة أهداف للواحدة في حين غياب أي هدف بطريقة الاختراق أو العمل الفردي . هذا و قد جاء 80 % من أهداف الخضر بالأرجل في حين كانت للكرات الرأسية 20 % الاخرى .
الحضور البدني و الذهني للاعبين في جل اللقاءات ومباراة مالي الاستثناء من ناحية البدنية فإن جل لقاءات الخضر عرفت حضورا بدنيا جيدا للاعبين ما عدا لقاء مالي الذي عرف انهيارا للاعبين في شوط اللقاء الثاني ، حليلوزيتش يعتمد على شحن لاعبيه وهي الطريقة الذي آتت أكلها حيث أن أشباله تمكنوا من تسجيل 8 أهداف في ربع ساعة الأول من الشوطين الأول و الثاني ، في حين أن الكوتش يقوم بالضغط على المنافس في أخر ربع ساعة من اجل استغلال تراجعه حيث تمكن أشباله من تسجيل 7 أهداف في الربع الساعة الأخير للشوطين الأول و الثاني .
إيجاد حل لمشكل تراجع المستوى في ربع الساعة الثاني ضروري من جهة أخرى فإن مشكلة المنتخب تمكن في تراجع المستوى في الربع ساعة الثاني حيث أن الخضر تلقوا 4 أهداف من أصل 5 في هذا التوقيت وهو الأمر الذي يحتاج مراجعة من المدرب لمعرفة الأسباب التي تؤدي إلى تشتت ذهن اللاعبين في هذه المرحلة .
المنتخب أصبح يملك كوادر جديدة مع حليلوزيتش بناءا على الدقائق التي شارك فيها لاعبوا المنتخب ، فإن حليلوزيتش غير المنتخب تغييرا جذريا و أصبح للخضر كوادر جدد يعتمد عليهم المدرب ، حيث أن كل من مهدي لحسن ،رايس مبولحي ، جمال مصباح ،عدلان قديورة،كارل مجاني تخطو 500 دقيقة في حين شارك كل من بوقرة ، فغولي و بوزيد أكثر من 300 دقيقة.
لحسن القائد الحقيقي بناءا على نفس المعلومات السالفة الذكر فان مهدي لحسن يعتبر العنصر الأساسي و الأهم لوحيد حليلوزيتش حيث أن هذا الأخير لعب كل اللقاءات عدى لقاء إفريقيا الوسطى حيث غاب بداعي الإصابة كما انه قد أكمل كل اللقاءات التي شارك فيها رفقة مبلوحي وهذا ما يؤكد أن حمل لاعب خيتافي لشارة القيادة لم يأتي من لاشيء بل كونه أهم عنصر في تشكيل حليلوزيتش. محاسبة الجميع من أبرز الملاحظات على طريقة عمل المدرب الوطني حليلوزيتش خلال عامه الأول أنه لم يفوت خطا أي كان حيث انه حاسب اللاعبين على تأخراتهم ، ناقش الصحافيين على مقالاتهم ، انتقد طريقة عمل المدربين المحليين ، عاتب المحليين على استهتارهم ، تكلم عن الفيفا و برمجتها في ما يخص مباراة مالي ، كما لم يفوت حليلوزيتش خطأ لأي واحد من محيطه ، الأمر الذي جعل الجميع يحاسبه بعد هزيمة مالي بواغادوغو .