ذكرت وزيرة الثقافة خليدة تومي بقسنطينة أن تظاهرة “قسنطينة عاصمة الثقافة العربية في 2015″ تعد شرفا لجميع الجزائريين.وقالت التي تحدثت خلال لقاء مع أعيان المدينة بحضور السلطات المحلية “أن أبناء الجزائر مدعوون أكثر من أي وقت مضى لإبراز قيمة الثقافة المتعددة الجوانب لبلدهم و كذا إبراز مساهمة أسلافهم في تنمية الثقافة العربية”. كما دعت الوزيرة خلال ندوة صحفية في ختام زيارة العمل لهذه الولاية إلى “وضع الخلافات جانبا للمضي قدما و السماح للمدينة بإنجاح هذا الحدث” داعية إلى “العمل في إطار التشاور و ضمن صفوف موحدة للسماح لمدينة الصخر العتيق أقدم مدينة بالجزائر من استرجاع المكانة التي تستحقها”. و أضافت تومي أن هذا الاختيار الذي قامت به المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم (أليكسو) “لا يشكك بأي حالة من الأحوال في أمازيغية الشعب الجزائري” مشيرة أن “التخوفات التي تولدت بعد تعيين سيرتا القديمة كعاصمة للثقافة العربية في 2015 “لا داعي لها خاصة وأن هذا الخيار قامت به منظمة دولية”. كما أشارت تومي إلى أن هذا التعيين ينبغي اعتباره ك “فرصة من ذهب لتدارك النقائص الملاحظة بهذه المدينة في مجال المنشآت الثقافية”. كما أوضحت الوزيرة أن تنظيم تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية في 2015 ” عودة للأصول”. وأضافت الوزيرة خلال ندوة صحفية في ختام زيارة العمل لهذه الولاية أن الجزائر” ستبذل كل ما بوسعها لإنجاح هذه التظاهرة الهامة عرفانا لهذه المدينة التي يزيد عمرها عن ألفي سنة و التي في حال تألقها ستبرز للعالم العربي بأن الشعب الجزائري قادر على التميز و النجاح”. وأكدت السيدة تومي بأنه سيتم تسخير جميع الإمكانيات الكفيلة بإنجاح هذه التظاهرة الثقافية و العلمية المزمع تنظيمها بهذه المدينة “التي كانت عاصمة منطقة المغرب في الوقت الذي كانت فيه عديد المدن لا وجود لها”. و قد ألحت السيدة تومي في ذات السياق على ضرورة ” ترقية هذه المدينة الكبيرة من خلال إعادة تأهيل معالمها التاريخية وكذا إنجاز أعمال معمارية و فنية جديدة”. وصرحت السيدة تومي بأن “تنظيم هذه التظاهرة التي بدأت التحضيرات لها بالفعل سواء على المستوى المحلي أو المركزي” ينبغي أن ينظر إليها على أنها “هبة” منحت لمثقفي مدينة قسنطينة و كذا فرصة للإنتاج و الابتكار واثبات للعرب الذين لا يعرفوننا جيدا بأن الثقافة الجزائرية لها جذور راسخة بعمق في التاريخ العربي”. وذكرت السيدة تومي بأن الجزائريين الذين هم مسلمون وأفارقة “ساهموا بشكل كبير من خلال أعمالهم و إنجازاتهم في إثراء الثقافة العربية و الإنسانية” مشددة على أنه” لا يمكن لأحد أن يزعم بأن الجزائريين ليسوا أمازيغا”. وستتدعم قسنطينة التي تعد واحدة من أقدم المدن بالعالم بمناسبة هذه التظاهرة بعديد المنشآت الثقافية الجديدة من بينها متحفين اثنين و قاعة كبرى للعرض حسب ما أشارت إليه السيدة تومي موضحة بأن حضورها إلى قسنطينة “يندرج في تحديد احتياجات المدينة بدقة بالتشاور الوثيق مع مختلف الأطراف المعنية”. وبشأن الميزانية التي ستخصص لتنظيم هذه التظاهرة أوضحت الوزيرة بأن قطاعها الذي يعول على الخبرة المكتسبة من تنظيم حدثين مماثلين في 2007 و 2011 بالجزائر أن هذا الأمر”يتعلق بإتباع خارطة طريق حكومية”. و أوضحت الوزيرة بأن “مقترحات” المجتمع المدني و المنتخبين و وجهاء المدينة و جميع الجزائريين فيما يتعلق بهذا الحدث الثقافي “ستؤخذ بعين الاعتبار”مذكرة بأنه سيتم تشكيل لجان تنظيم محلية و وطنية لضبط “الخطوط العريضة” لبرنامج التظاهرة وإنجاح هذا الحدث. كما أعلنت وزيرة الثقافة خليدة تومي أنه سيتم ضبط الخطوط العريضة لبرنامج حدث قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 في 31 جانفي المقبل. وأضافت ذات المسؤولة أن التحضيرات التي تسبق هذا الحدث تتضمن “الجانب المتعلق بالتجهيزات التي ينبغي إنجازها بالمناسبة و بالبرنامج الثقافي الذي سيتخلل احتفالات هذا الحدث لمدة سنة”. وقالت الوزيرة أنه “ينبغي أن تعكس مدينة قسنطينة هويتنا الوطنية حيث ستكون بطاقة زيارة للبلد الذي أنجب ماسينيسا و بن باديس و الأمير عبد القادر و الذي تعاقبت على أرضه عديد الحضارات” مشددة على الطابع “البالغ الأهمية” لهذه التظاهرة الكبيرة التي تبرز صورة الجزائر. كما اعتبرت تومي أن هذا الحدث الذي ستحتضنه عاصمة الشرق الجزائري في 2015 ينبغي أن يكون “فرصة من ذهب” من أجل تخصيص منشآت و تجهيزات جديدة لقطاع الثقافة و من أجل “استعادة مجموع البنايات الثقافية بالمدينة من خلال إعادة تأهيل هذه المواقع الرائدة كما هو الحال في عديد مدن العالم المخصصة لاحتضان مثل هذا الحدث”. و بعد أن اعتبرت قسنطينة “مصدر فخر لأمة بأكملها” أوضحت وزيرة الثقافة بأن مصالحها “سترافع من أجل إنجاز متحفين جديدين” مشيرة أن هذين المتحفين “غير كافيين لاحتواء تاريخ مدينة يزيد عمرها عن ألفي سنة”. كما ذكرت الوزيرة بإنجاز قصر للثقافة و قاعة للعرض و مكتبة كبيرة بالإضافة إلى إعادة تأهيل قاعات السينما بالمدينة و وضعها حيز الخدمة و إنشاء معهد للموسيقى الأندلسية. و أكدت الوزيرة في حديثها المطول حول تنظيم هذا الحدث أنه تم اكتساب خبرة جيدة خلال تحضيرات احتضان تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011. كما تطرقت تومي إلى إنشاء لجنة وطنية يرأسها الوزير الأول و تضم عديد الوزارات المعنية و والي قسنطينة و لجنة ثانية ستتكفل بالقيام بالتحضيرات. واعتبرت أن “المخاوف المعبر عنها هنا و هناك فيما يخص قدرة قسنطينة أن تكون جاهزة في الوقت المحدد لا داعي لها” موضحة في ذات الصدد أن تلمسان “هي أفضل مثال للقدرة و الكفاءة الجزائرية”. وحثت تومي الأطراف المعنية على “التعاون و التشاور من أجل تحقيق هذا الهدف النبيل” معتبرة أن هذا الحدث سيكون فرصة من أجل “إطلاق العنان لإبداع القسنطينيين و كذا جميع الجزائريين”. وقد ترأست وزيرة الثقافة خلال هذه الزيارة جلسة عمل جمعت فناني و أعيان المدينة بحضور السلطات المحلية بالإضافة إلى اجتماع مع المديرين التنفيذيين.