بدأت قضية إقالة مدربي الرابطة الأولى المحترفة لكرة القدم بالجزائر لهذا الموسم تطفو على السطح بعد مغادرة ثلاثة مدربين مناصبهم في ظرف ثلاث جولات, ما يوحي عن بوادر رقم قياسي جديد بالمقارنة مع الموسم الماضي. وبمعدل إقالة مدرب واحد في كل لقاء فان هذه "الثقافة" بدأت تترسخ في البطولة الوطنية منذ بدايتها سيما بعد ''الطلاق'' بين وفاق سطيف والمدرب الفرنسي هوبير فيلود اثر تعادل الفريق على أرضه أمام مولودية وهران (1-1) يوم الجمعة ضمن تسوية رزنامة الجولة الثانية. ومعلوم أن الوفاق يحتل المرتبة الأولى في الترتيب العام للبطولة وهو في مهمة دفاعه عن لقبه الذي ناله للمرة الثانية على التوالي, غير أن ذلك لم يقنع الإدارة السطايفية التي لم تتقبل النتائج المسجلة في منافسة كأس الكونفيدرالية الإفريقية حيث أن التشكيلة لم تسجل أي فوز إلى حد الآن. ويرى الكثير من الملاحظين أنه كان بإمكان إدارة النادي السطايفي أن تضع حدا لمدربها عقب تعادل الفريق أمام الفتح الرباطي المغربي (1-1) وهو التعادل الثالث للفريق في هذه المنافسة. وحسب التقنيين فإن النتائج ليست الوحيدة التي تحدد مصير المدرب على رأس العارضة الفنية حيث أن مدرب شبيبة الساورة عبد القادر عمراني غادر الفريق في أول جولة رغم الفوز الكبير إمام نائب البطل (3-1). وكان عمراني قد صرح قائلا ''أرى أنه من غير العادي أن يتم إبعادي بعد فوز كبير أمام وصيف البطل وبعد أول لقاء في البطولة بحجة أنه لم يقتنع بطريقة لعب الفريق''. أما بالنسبة لزميله في المهنة اليامين بوغرارة مدرب شباب عين فكرون فلم يكن احسن منه حيث "تريثت" الإدارة إلى غاية الجولة الثالثة ما دفع بالمدرب إلى رمي المنشفة بعد ثلاث هزائم متتالية. وحسب بوغرارة فإن ذهابه ''ليس هو الحل'' في حين يرى البعض أن ثلاث هزائم متتالية أمر غير مبرر. هوبرت فيلود يعتبر نفسه ما يزال مدربا للفريق عبر مدرب كرة القدم هوبرت فيلود الذي أقيل من طرف إدارة وفاق سطيف (الرابطة الأولى لكرة القدم) برفقة اثنين من طاقمه التقني عن رفضه حجج وتبريرات إدارة الفريق مشيرا إلى أنه "ما يزال مدربا للفريق" و لم يتلق إلى غاية الوقت الحاضر "أية وثيقة رسمية تشير لإقالته". و أضاف التقني الفرنسي بأنه "وقع عقد ليس من الممكن فسخه إلا لأسباب مقنعة", مشيرا إلى أن "الوفاق يتصدر ترتيب الرابطة المحترفة الأولى بعد أن حقق انتصارين خارج الديار و لم يقص بعد من كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم". و بعد أن أكد أنه ضد قرار مسيري النادي الذي لم يستلمه قال بأنه سيشترط تعويضات عن الضرر الذي سيلحقه في حال قطع العقد بشكل تعسفي الذي يربطه بالوفاق. من جهته, كان رئيس مجلس إدارة الشركة الرياضية ذات الأسهم "بلاك إيغلز" عز الدين عراب قد أفاد بقرار النادي القاضي بإقالة هوبرت فيلود إلى جانب المحضر البدني سيدريك روجي و مدرب حراس المرمى مراد بن عامر بسبب ما وصفه بالنتائج الهزيلة". المدرب الأكثر استقرارا قد يكون الضحية القادمة ويتواجد المدرب الأكثر استقرارا في البطولة في الرابطة الأولى المحترفة بوعلام شارف, الذي يشرف على اتحاد الحراش منذ ستة مواسم متتالية, في محك صعب على اثر الهزائم الثلاثة خلال ثلاث جولات ملعوبة. ويرى المتتبعون أنه على الرغم من تجديد رئيس النادي محمد العايب ثقته في المدرب شارف إلا أن ذلك لا يعد بالضرورة ''ضمانا'' لبقائه. وستحدد مباراة اتحاد الجزائر المقبلة مصير شارف بنسبة كبيرة خلال الداربي المقبل لحساب الجولة الرابعة. ويتواجد شارف ضمن ''القائمة السوداء'' لمدربي الأندية الذين يتواجدون في عين إعصار أنصارهم على غرار عبد القادر يعيش (مولودية العلمة) الذي تلقى هزيمة على أرضه أمام الساورة (1-2) في الجولة الثالثة من البطولة علما وان ''البابية'' تحوز على نقطة واحدة من ضمن ثلاث مباريات. وفي الموسم الماضي, حافظت أندية وفاق سطيف واتحاد الحراش وشباب قسنطينة وشبيبة الساورة فقط على مدربيها من بداية الموسم إلى نهايته. بالمقابل, عرفت الفرق الأخرى مرور عدة مدربين عليها سيما مولودية وهران التي اشرف عليها سبعة مدربين وهو ما اعتبره أنصار النادي ''رقم قياسي'' مخزي للفريق خلال موسم واحد.