يعد كتاب "قصيدة وصورة .. الشعر والتصوير عبر العصور" لمؤلفه الدكتور عبد الغفار مكاوي، من الكتب الرائدة في اللغة العربية، التي تناولت العلاقة بين فني الشعر والتصوير في الحضارة الغربية. ويرى مكاوي فيه أنه من الصعب أن نحصر عدد القصائد التي وصف فيها الشعراء لوحات الفنانين وصفا شعريا، وخصوصا لوحات الطبيعة كما صورها الفنانون الرومانطيقيون، مثل : كلود لوران وسلفاتور روزا. إن عدد الفنانين الذين رسموا وصوروا قصائد، كبير، وهؤلاء رصدوا أعمال عمالقة مهمين، أبرزهم: هوميروس وفيرجيل ودانتي وشيكسبير وملتون ولافونتين وغوته وبيرون وبودلير. فوصولاً إلى الشعراء المعاصرين. وعدد هؤلاء الفنانين يفوق الحصر.. وما أكثر القصائد التي ألهمت اكثر من فنان فلحنها مؤلف موسيقي ورسمها رسام وعبر عنها مثال! وتناول الدكتور عبد الغفار مكاوي في كتابه، أربعين لوحة ومنحوتة ومحفورة عائدة لفنانين معروفين ينتمون لأجيال مختلفة، ألهمت شعراء كثراً، بقصائد خالدة. ومن هذه الأعمال: فينوس- لميلو، الربيع ومولدفينوس- لبوتيتشيللي، الموناليزا -لدافنشي، والليل -لأنجلو، محاضرة في علم التشريح -لرامبرانت، إعدام الثوار -لغويا، حقل القمح والغربان -لغوخ، الصرخة -لمونش، الثورة- لشاجال، العميان- لبروجيل، الزرافة المحترقة- لدالي … الخ. وأرفق بكل لوحة، قصيدة أو قصائد لكبار الشعراء عبروا فيها عما ألهمتهم به اللوحة، ومن هذه اللوحات التي ألهمت الكثير من الشعراء: ربيع بوتيتشيللي، إذ تعد لوحة "الربيع "لساندرو بوتيتشيللي علامة فاصلة في فن بوتيتشيللي، حيث تميزت بواقعيتها الشديدة على خلاف لوحاته الأخيرة، التي ابتعدت تماما عن الواقعية واكتست غلالة شاعرية ودينية رقيقة وصافية. وبوتيتشيللي (1445 -1510) من أبرز المصورين في فلورنسا في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي إن لم يكن أعظمهم تأثيرا. ولقي بوتيتشيللي النجاح والشعبية، وجمع ثروة كبيرة من لوحاته. وأبدع عدد كبير من الشعراء قصائد مستوحاة من تلك اللوحة. وهناك أيضا، "الصرخة": اللوحة الفنية المثيرة للفزع. إذ كان الرسام النرويجي ادفارد مونش، قد أبدعها قبل سنوات قليلة من بدء القرن العشرين. كذلك تحوز (الثورة)- لمارك شاجال، أهمية في الخصوص. Share 0 Tweet 0 Share 0 Share 0