لا تكاد تمر دقيقتان أو ثلاث من الأحداث الدرامية، حتى نجد فاصلاً إعلانياً يستمر بعض الوقت، لدرجة تجعلنا ننسى، لحظات، العمل الدرامي أو البرنامج الذي كنا نتابعه، الأمر الذي جعل نسبة كبيرة من المشاهدين يشعرون بالملل، ويتجهون إلى مشاهدة الأعمال التي تحوز على إعجابهم من خلال الإنترنت عبر موقع «يوتيوب»، تفادياً للساعات الطويلة التي يتم هدرها لمتابعة عمل لا تتعدى مدته 30 دقيقة في أكثر من 60 دقيقة، ما يؤكد أن انصراف الجمهور عن التلفزيون ما هو إلا إنذار للشركات المنتجة وأصحاب القنوات، على أن «يوتيوب» قد يكون في السنوات المقبلة ملاذ المشاهد لمتابعة الأعمال الدرامية. بلا فواصل لا تتابع علا محمود، الأعمال الدرامية عبر التلفزيون بل تعتمد بشكل أساسي على «يوتيوب»، حيث يتم تكرار الإعلان نفسه أكثر من مرة أثناء الفاصل الإعلاني، فحتى الابتكار في الإعلانات التي كان ينتظرها الجمهور في رمضان أصبحت محدودة، فخلال الشهر لم يحوز إعجاب مي سوى ثلاثة إعلانات، أما الباقي فكان بالنسبة لها مملاً للغاية، لذلك اتجهت إلى الحل الأسرع لتوفير الوقت وهو الإنترنت. أما رنا مصطفى، فتتجه إلى تسجيل الأعمال الدرامية لتتابعها فيما بعد، من دون فواصل وفي الوقت الذي تجده مناسباً بالنسبة لها ليكون الهروب من الإعلانات التي تفسد وتوقف التدفق الدرامي هو الحل. إيقاع متسارع إيقاع الحياة، على حد قول خالد سليمان، أصبح سريعاً للغاية، ومن خلال متابعة المسلسلات على «يوتيوب» يمكنني تخطي المشاهد التي لا أريدها ومتابعة المقاطع المهمة فقط، هذا بالإضافة إلى أن إعلانات «يوتيوب» لا تتجاوز الدقيقة، ويمكن وقف بثها خلال 5 ثوانٍ فقط، ولا يوجد الزام لمشاهدة الإعلانات أو انتظار إعادة عرض المسلسل في أوقات قد تكون غير ملائمة. الوسيلة الأفضل يقول أيمن مصطفى: أتابع المسلسلات من خلال الإنترنت لأنها الوسيلة الأسرع الآن، وأصبحت الإعلانات الآن شيئاً مبالغاً فيه، فكيف يكون المسلسل مدته 40 دقيقة أشاهده في ساعة ونصف الساعة، فالفواصل الإعلانية تصل فى بعض القنوات إلى 20 دقيقة، فلا أتحمل متابعة الأعمال وسط هذا العدد الكبير من الإعلانات التى تفقدنى التركيز فى متابعة المسلسل، وتجعلني أنسى العمل الذي أشاهده، الأمر كذلك تؤكده ميساء البلقي التي ترى أن التلفزيون يعمل على «تطفيش» ونفور المشاهد منه بسبب كثرة إعلاناته، مشيرة إلى أنها تختار عملاً أو عملين دراميين تشاهدهما أثناء الشهر الكريم عبر «يوتيوب» والباقي تتابعه بعد انتهاء الشهر لأن الإعلانات على التلفزيون وقتها تكون نسبتها أقل بكثير. الخيار الأول يقول رامي كمال: اليوم سوق الكاسيت يعاني كساداً كبيراً، وذلك بسبب الإنترنت، والمطرب أصبح لا يهتم كثيراً بصدور ألبومات غنائية لأنه يعلم بأن نسبة كبيرة من المستمعين لا تشتري الألبوم وسوف تكتفي بسماعه عبر الإنترنت، واليوم أصبح الأمر نفسه يحدث مع التلفزيون؛ ففي ظل وجود هذه العدد الكبير والهائل من الإعلانات، أصبح الجمهور بدوره يهرب منها ويتابع الأعمال الدرامية عبر «يوتيوب»، وأتوقع أنه في المستقبل سيكون «يوتيوب» هو الخيار الأول والأساسي. Share 0 Tweet 0 Share 0 Share 0