أكد وزير الشؤون المغاربية و الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل أول أمس أن الإرهاب يتغذى من الفوضى و تنمو جذوره في ظل غياب الدولة. وأوضح مساهل في ندوة صحفية نظمت عشية عقد الندوة الدولية حول "التطرف العنيف واستئصاله" المقررة بالجزائر يومي 22 و23 يوليو أن "جذور الإرهاب تنمو في ظل غياب الدولة و هو يتغذى من الفوضى"، مشيرا إلى أن مكافحة الإرهاب و استئصال التطرف العنيف "يتطلبان دمقرطة المجتمع و هو أمر بالغ الأهمية". و في هذا الصدد أكد مساهل أن "دمقرطة المجتمع عامل فعلي و فعال لمكافحة التطرف لأن الديمقراطية تقوم على قيم عالمية من بينها تقبل الآخر و نبذ التهميش ناهيك عن الحكم الراشد الذي تكرسه دولة قوية قادرة على صنع و فرض تطبيق القوانين من أجل الحفاظ على حقوق الانسان و المواطن الاجتماعية و الاقتصادية". و من جهة أخرى أشار الوزير إلى أن الندوة حول التطرف العنيف و استئصاله هي اجتماع خبراء و ليس سياسيين، مضيفا أن خيار الجزائر احتضان هذا اللقاء نابع من كونها "عانت ويلات الإرهاب و التطرف لسنوات طوال و خرجت منها سالمة". و أضاف قائلا "هذا لا يعني أننا اليوم لا نعاني من أي ضغوط و هو الأمر الذي يجعلنا حذرين أكثر من أي وقت مضى، فالجزائريون واعون بأن لديهم بلد كبير و جميل يجب أن يدافعوا عنه بكل الوسائل في عالم يغيب فيه الاستقرار و الأمان". و أشار مساهل إلى أنه "كلما قمنا بتعزيز دولة القانون و هو ما يتم حاليا في الجزائر كلما تمكنا من حماية أنفسنا من الإرهاب" ،موضحا أن ندوة الجزائر تعتبر مرحلة "جد هامة" فيما يتعلق بالمواعيد المقبلة في هذا الشأن لا سيما قمة مرتقبة في منظمة الأممالمتحدة و اجتماع المنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب في سبتمبر. كما أكد أن "هناك آلة كبيرة حركتها الأممالمتحدة و هي التي شجعتنا على تنظيم هذا الاجتماع لأنهم يعتبرون أن الجزائر تتوفر على ممارسات جيدة يمكن تقنينها في المستقبل". و في هذا الصدد أكدت وزارة الشؤون الخارجية في بيان لها أن مكافحة التطرف العنيف هي اليوم "شرط أساسي" لمكافحة الإرهاب لأن استئصال التطرف بات مسألة "جوهرية" تشمل كل أبعاد الحياة السياسية و الاقتصادية و الثقافية و الدينية و الاجتماعية و تستوقف كل أطياف المجتمع على الصعيد الداخلي و المجتمع الدولي برمته على الصعيد الخارجي. و كان المشاركون في القمة حول مكافحة التطرف العنيف التي نظمت يوم 19 فبراير بواشنطن قد أكدت أهمية الوقاية في مجال مكافحة ظاهرة التطرف من خلال تجنيد مختلف أطياف المجتمع لا سيما الشباب حسب نفس المصدر الذي أبرز أهمية تقاسم المعارف والممارسات الحسنة لمواجهة استراتيجيات التجنيد التي تتبناها الجماعات الإرهابية و تزايد التطرف العنيف. و في مكافحتها للإرهاب تبنت الجزائر "سياسة عميقة و متعددة الأبعاد لاستئصال التطرف ما أسفر عن إضعاف الجماعات الإرهابية بشكل محسوس و نزع المصداقية عن خطاباتهم و أيديولوجياتهم المتطرفة و نبذ المواطنين لهم و تجفيف منابع التجنيد التي كانوا يلجؤون إليها". كما أن تنظيم هذه الندوة "يعتبر بمثابة إسهام للجزائر في جهود المجتمع الدولي بهدف تقاسم خبرتها في مجال استئصال التطرف و منح فرصة للتعريف بتجارب أخرى تم القيام بها عبر العالم". أحمد. ز Share 0 Tweet 0 Share 0 Share 0