على خلاف رغباتهم وتصورهم بأن الطريق نحو الغرب مكلل بالورد، سلك فلسطينيو مخيم اليرموك للاجئين بسوريا طريقا يكتنفه الموت من كل جانب، هربا من موت محقق نتيجة الصراع المتواصل بسوريا؛ ولم تكن رحلات الموت البحري أو غيرها أقل خطورة من وقع الصواريخ ورصاص المدافع والرشاشات، فضَنك العيش المرير والمرعب في المخيم المحاصر يشابه لحظات صراع البقاء مع أمواج الموت وسط البحار والمحيطات. اللاجئة نسرين أبو خالد، التي هُجّرت عائلتها خلال النكبة الفلسطينية من مدينة صفد إلى مخيم اليرموك في سوريا، صرحت "واجهنا الموت خلال طريقنا إلى أوروبا أكثر من مرة، ففي جزيرة ساموس اليونانية عندما كنا على متن أحد القوارب التي ركبناها في طريقنا إلى العاصمة اليونانية أثينا، مرت باخرة ضخمة قربنا، ما أدى إلى حدوث موجة ضخمة جاءت نحو القارب، فاضطررنا للدخول فيها (الموجة) حتى لا تتسبب بقلب القارب"؛ وتضيف: "رأينا الموت.. لم أشعر سابقا بهكذا خوف ورعبة، زوجي لم ينظر لي ولا لإبنتي خلال هذه الحادثة، سوى بعد أن مرت علينا بسلام". طريق اللاجئين الفلسطينيين إلى أوروبا كانت صعبة كونهم يسيرون في قوارب صغيرة ومليئة بالمهاجرين، كما مروا في غابات، بالإضافة إلى الحدود بين الدول التي كان الوضع فيها خطيرا ومتوترا؛ فرحلة هذه العائلة الفلسطينية السورية، بدأت من مقدونيا، ومرت بصربيا ومنها لهنغاريا، وهي الآن في طريقها إلى النمسا، ومن هناك ستذهب إلى ألمانيا، وبعدها من المفترض أن تصل السويد، مرورا إلى النرويج وهي المحطة الأخيرة، وقد تمر بمحطة أخرى عبر الدنمارك؛ فرحلة الموت لم تخل من عمليات النصب والاستغلال، حيث تؤكد نسرين: "لقد تكلفنا كثيرا حتى نجحنا في استكمال السفر بين المدن الأوروبية، بعض سائقي التاكسي استغلوا حاجتنا للتنقل السريع، وكذبوا علينا، واقتصوا منا مئات الدولارات، حتى أن أحد سائقي التاكسيات طلب نحو 400 يورو، لكن ما عسانا نفعل، نريد أن نصل إلى النرويج في أسرع وقت ممكن؛ وتضيف: "سنهاجر إلى النرويج لنحصل على الجنسية بعد 3 سنوات، وبعدها سنذهب إلى فلسطين مرفوعي الرأس، رحلة اللاجئين الفلسطينيين والسوريين إلى أوروبا منهكة للغاية، فهي تستغرق ساعات طويلة من المشي وركوب الحافلات والمرور بمناطق خطرة، فضلا عن عدم وجود حماية من قبل الشرطة في مناطق عدة، رغم وجود أطفال ومسنين بأعداد هائلة؛ وتتحدث نسرين عن الخيم التي أقاموا فيها لفترات مؤقتة: "الناس فوق بعضهم، الوضع سيء للغاية"؛ وتضيف اللاجئة الفلسطينية: "الهجرة إلى أوروبا لم تكن تشكل هاجسا لدى الفلسطينيين، نحن هربنا من الموت لنبحث عن حياة بعيدة عن الموت يعيشها أطفالنا، فعلنا ذلك مضطرين، لقد كان الوضع مأساويا في سوريا، لم يكن أمامنا مفر غير اللجوء مرة أخرى"؛ ترافق نسرين في رحلة العذاب هذه والدتها البالغة (73 عاما) على متن قارب مطاطي، وتحلم والدتها أن تزور الجولان، مسقط رأسها، بعد حياة مليئة بالنكسات والشتات واللجوء والتصفية. المصدر: وكالات Share 0 a href="http://twitter.com/share?text=لاجئة فلسطينية تروي دراما "رحلة الموت" إلى أوروبا!&url=http%3A%2F%2Fwww.elayem.com%2F%3Fp%3D11322" onclick="window.open(this.href, 'Post this On twitter', 'menubar=no,toolbar=no,resizable=no,scrollbars=no,width=600,height=455');"Tweet 0 Share 0 a href="#" onclick="javascript:window.open('http://www.linkedin.com/shareArticle?mini=true&url=http%3A%2F%2Fwww.elayem.com%2F%3Fp%3D11322&title=لاجئة فلسطينية تروي دراما "رحلة الموت" إلى أوروبا!&source=http%3A%2F%2Fwww.elayem.com', '', 'menubar=no,toolbar=no,resizable=no,scrollbars=no,height=455,width=600');return false;"Share 0 a href="http://pinterest.com/pin/create/bookmarklet/?media=& url=http%3A%2F%2Fwww.elayem.com%2F%3Fp%3D11322& is_video=false&description=لاجئة فلسطينية تروي دراما "رحلة الموت" إلى أوروبا!" onclick="javascript:window.open(this.href, '_blank', 'menubar=no,toolbar=no,resizable=no,scrollbars=no,height=455,width=600');return false;"Share 0